الخميس، 31 ديسمبر 2015

نهايةُ عام، وكُل حُلمٍ وأنتم بخير.

الحروفُ العالقةُ في حنجرتي تسبب لي اختناقاً قاسياً، كم من مرةٍ أصابُ بضيقِ التنفسِ بسببها فتجبرني على إخراجها، وما إن يهدأ الوجع أتوقف عن الكتابة، لستُ أدري ما أنا صانعةٌ بنفسي وإلى أي حالٍ كنتُ سأجرفها إليهِ.
رغم أن منظرَ تكادسِ الكلماتِ فوقَ بعضها البعضِ يؤذي عينايّ كثيراً -كما يرشُ البهارُ عليهما- لا أعيرُ العلاجَ المتمثلِ في ترتيبها وصفها في تدوينةٍ ما أي انتباه، أشعرُ بأنني كنتُ أحاولُ تتفيذَ عمليةٍ إنتحاريةٍ لنفسي ولكن لطف الله أعظم حينَ بعث لي بفضلهِ ورحمتهِ مُزنة لتحدثني هذا المساء وترسلَ لي تدوينتها الأخيرةَ لهذا العام لأتركَ وجعي الجسديّ جانباً وأقرأُ بشغف، يعلمُ الله دهشةَ الشعورِ الذي عشتهُ وأنا أقرأُ سطراً تلو الآخر وأتنقلُ معها في كلِ وصف، أعطتني دفعةً قويةً لأن أدونَ الآن. 

أكتبُ للنهاياتِ السعيدة والمُبهجة، حينَ ترى لطفَ الله يغمركَ كالمطر ويغسلُ كل أوجاعكَ الصدئة، تعيشُ حمال تعويض الله، وتبكي فرحاً وتقولُ سبحانك كيف يفعلُ اليقينُ بكَ كل هذا ياربي؟. 

كلهم يندبونَ الحظَ - كما يسمونهُ- الذي وضعهم فيك وأنا أذوبُ شغفاً بينَ جدرانك، سبحانهُ لا يقدرُ لنا شيئاً إلا وفي أمرهِ مُطلقُ الحكمةِ والخيرِ الوفير، أنهي عامي هذا محققةً بتوفيقِ الله ما خططت لأجلهِ، مثبتةً لنفسي أني إن أصررتُ سأحصد، مرت عليّ أيامُ الفصلِ الماضي بينَ موتٍ وحياة، تخاذل طفيفٌ في المنتصف تصفعهُ استفاقةٌ أنهضتني لأكملَ بذاتِ قوةِ البدايات، المجازرُ التي وقعتُ فيها وكانت خسائري فادحةً كانت تُميتني وتربيني على تحملِ الصعابِ ألفّ مرة في اليومِ الواحد. 
تلذذتُ بفضل الله بكلِ دقيقةٍ في الفصل الأول، الجميعُ كانَ يكرهُ الصباحُ الذي كانَ يبدأ بالورشة إلايّ، لا أعلمُ لما كنتُ أُحسُ بالحيويةِ رغم خروجي من السكنِ متأخرةً قاطعةً المسافةَ هرولةً ومختارةً أقصر الطرق، رغم كل التعبِ الذي واجهتهُ فيها إلا أنني تعلمتُ كيفَ يعملُ المرءُ بعرقِ جبينهِ ليحصد في النهايةِ قارناً عملهُ بالنيةِ الخالصة، قسمُ العلومِ مستقري الدائم طوالَ الأيامِ الماضية، الجلوسُ في حديقتهِ عزز صلتي بالتأملِ كثيراً ما إن أقعدُ حتى أنظرَ للسماءِ فأجدَ العصفورَ ينشدُ لي وكأنهُ يخفف عني وطأةَ الضغط، قبلَ أن تسرقني مشاغلُ الدراسةِ  أُمسكُ هاتفي لأتبادلَ الرسائل الصوتيةَ مع صديقتي منال ساردةً تفاصيلَ يومي ومخففةً عني وعنها بُعد المسافاتِ وفقرَ اللقاءِ. 

عن شعورُ الأمانِ حينَ أرى العاملةَ الغريبةَ تبتسمُ لي كالأختِ التي تعرفني منذُ سنينٍ طوال، أقرأ تفاصيلَ وجهها التي توحي لي بتلذذها بالعملِ لكسبِ قوتِ يومها؛ تعطيني دفعةً قويةً لأن أكملَ المسيرَ متجاهلةً كلَ ما يجعلني أتخاذلُ عن الوصول. 
الحياةُ الجامعيةُ لطيفةٌ بقدرِ ما هيّ متعبة، حين يتجلى لطف الله في صديقكَ الذي بعثهُ الله لك هديةً من السماءِ في عزِ احتياجك لصحبةٍ صالحةٍ تخفف عنكَ غربةَ المكانِ، الصاحبُ الذي ما إن ينهي محاضراتهِ حتى ترى هاتفكَ يضحُ باتصالتهِ المتتالية ليخبركَ عن موقعهِ لتهرولَ لمكانهِ وتستريحَ من تعبكَ في حضنِ حكايتهِ وضحكه، ما إن أرى شهد حتى أبتسم ويزاحُ عني تعبُ الحياةِ لأمازحها ويبدأ شجارنا المعتادُ عن مكانِ تناولنا للوجبةِ التي تسكتُ جوعنا، آه شهدُ وقلبها يارب. 

أتلذذُ حتى بالأيامِ التي تمتدُ فيها المحاضراتُ من الساعةِ الثامنةِ وحتى السادسة، تنالُ مني المحاضراتُ جميعها وتستنفذُ قوايّ ولايبقى للمحاضرةِ الأخيرةِ -الخاصةُ بمادةِ الكتابة- أي طاقة؛ غالباً ما أحضرها لأوقعَ عند إسمي فقط جسداً لا عقلاً، وكما يقولُ الجميعُ في القاعةِ أنها محاضرةٌ مملةٌ يأكلونَ فيها الحلوى ويسمعونَ القصص التي لا تمتُ بصلةٍ لما ندرسهُ، الأمرُ كانَ مضحكاً ومبكياً لا أعادَ اللهُ أمثالَ تلكَ المحاضرة. 

شهرُ ديسمبر الذي يبرحنا ضرباً بمتطلباتهِ، وقوائم المهامِ التي تتكادسُ على طاولتي معلنةً بدايةَ الحرب؛ أخوضُها مجاهدةً قارنةً هذا بيقينِ الوصولُ لما أريد، تحميني دعواتُ أمي وأهلي الذين يفقدونَ نبرةَ صوتي بينهم.
الله لن يتركك تحاربُ دونَ سيف ودونَ قوةٍ منه، الحمدُ لهُ سبحانهُ حينَ يلطف بنا في أثقلِ الأوقاتِ علينا، كأن يلطفَ بكَ ويزيحَ عنكَ التعب الذي حلَّ عليكَ بعد ثمانِ ساعات من المذاكرة بمكافأةٍ عظمى لم يتخيل عقلك حدوثها حقيقةً، الحمدُلله باعثً السعادةِ في قلبي وقلبها، الحمدُلله على كل لحظةٍ سعيدةٍ بقربها وعلى أمانِ الحضنِ ودفء الدعواتِ ياربي أعجز عن شكرك. 

ينتهي الشهرُ بإعلانِ النتائجِ للمسابقةِ التي بذلتُ فيها أقصى ما عندي - وسطَ تدافعِ الإختباراتِ والمهامِ- لأصدحَ بعد فوزي فيها قائلةً: كلُ حلمٍ وأنتم بخير.

أبى الله إلا أن يتم نورهٍ ليكرمني بعظيمِ فضلهِ ويخرجني من هذا العامِ منتصرةً في نهايةِ السباق، مروضةً نفسي على الجهادِ وملقنةً إياها علوماً كثيرة، وانضمامي لمجموعةِ أسلات قلم بتوفيقٍ من الله لهذا العامَ زادَني تعلقاً بالحرفِ أكثرَ وأكثر، أسألهُ أن يعينني لأن أنجزَ فيها وأصنعني بشكلٍ فعالٍ بإذنه. 
ياربُ ما كُنتُ بمنجزةٍ دونَ حولكَ وقوتك، ما كنتُ بفائزةٍ دونَ عونكَ، اللهم أعنا على شكركَ وألهمنا يقينَ المُتقينَ وذكاءَ العُبورِ ثم سعادةَ الوصولِ ياحبيبي، وآخرُ دعوانا أن الحمدُلله رب العالمين. 

السبت، 17 أكتوبر 2015

جِهادُ طالب هندسة (الجُزء الأول)

لم أكن أعلمُ أن الوقتَ سيتقاذفني بهذهِ الطريقةِ البشعة، ويبعدني عن حُضنِ مُذاكراتي، لم أكن أعي أن الضغطَ الجامعيُّ سيخترقُ جدولي الخاص ويبَعثرُه.

الألمُ هوَ أكثرُ الأشياءِ التي تُربي فينا الصبرَ وتضاعفُ جرعتي، وأظن بأن الأسبوع الفائت هو أقسى ما مَرَّ عليّ في تاريخِ حياتي الدراسية وعليّ أن أدونهُ لأنني أعلمُ أنني سأواجهُ الأعظمَ جهاداً مُستقبلا.

الأسبوع الذي لم يكفَ عن ضربي بمتطلباتهِ إلى آخرِ ساعةٍ من آخرِ محاضرة. 
أذكرُ أنني تتهدتُ بعمق بعدَ تسليمِ ورقةِ اختبارِ الفيزياءِ الذي أنهكني وأبى إلا أن يستنزفَ كُل قوايّ يومَ اختبارهِ.

أحمدُ الله لأن منحني قوةَ الصبرِ في أحلكِ الاوقاتِ وأثقلها عليّ، قوةَ جذورِ شجرةِ الزيتونِ في القدس، وأزهرني في نهايتهِ خضراءَ مُتفتحه عائدة لحضنِ أمي بتوردٍ وبهجة. 



أنا لا أتذمر، ولا أُفكرُ في هذا حتى
العلمُ جهاد على أيةِ حال، كيفَ لا وهو سبيلٌ يوصلنا للجنة، لاضيرَ في ذلكَ البتة إنني أجاهدُ لها، وثمنها غالٍ وعليّ أن أبذل لأجني. 
الله وحدهُ سيوصلنا لأحلامنا، يوصلنا لنعمرَ ونبني، أنى نخافُ من هولِ المصاعبِ وكثرةِ الحُفر ونحنُ في كنفِ الله؟ أنى نضيعُ ونحنُ نمشي بهديهِ ونوره؟ 

أي عزيزي الواقفُ في مُنتصفِ الطريق، جالب البؤسِ لنفسكَ في حينِ أنكَ قادرٌ على إكمالِ المسيرِ   بكلِ قوة، سيدنا نُوحُ أغرقَ الكرةَ الأرضية بدعاءٍ واحد " ربِ إني مغلوبٌ فانتصر"، تمعن معي في عَظمةِ الاستنصارِ بالله، وثقةِ الاحتماءِ بهِ وحده، قُل لي بعدَ هذا كيفَ غفلتَ عن ربٍ رحيم يغفرُ زلتكَ ويُرتبُ بعثرتك وينجيكَ؟
دعني ألطمكَ لتستفيق، دعني أهزَ رأسكَ علَّ هذا البؤسَ يسقُط من على رأسك وأدعسهُ بقدمي. 

حاشاهُ أن يخذلكَ أو أن يدعكَ تُحاربُ دونَ سيف، الله سَندكَ وقوتك حينَ تهّدُ عزيمتكَ الظروف، وترهقكَ الطُرق الوعرة، سيمسحُ على رأسِ أحلامك ويعوضك، توكل وَقُم.

مساءُ الجمعة 
- هَديلُ بنتُ محمد

الجمعة، 25 سبتمبر 2015

جِهادُ الأخِ الأكبر ..

صباحُ العيدِ وثاني أيامه، بالأحرى صباحُ الشوقِ والدعواتِ لأهلي المؤدينَ لمناسكِ الحج. 
أن تكونَ الأكبرَ، يعني أن تحملَ أعباءَ إخوتكَ جميعهم، يعني أن تكونَ الطبيبَ والمرشدَ والمربي والمعلم دفعةً واحدة، أن تكونَ الأكبرَ عُمراً يعني أن تتحملَ مشقةَ المسؤوليةِ بمفردك وأن تقاتلَ في الحياةِ لتعلمَ إخوتكَ من تجاربكَ السابقة، باختصار أن يكونَ قلبكَ قوياً ياصديقي! 

أنا لا أظنُ أنَ إخوتي الأصغرَ عُمراً يشتاقونَ الآن كما أشتاقُ أنا، في غالبِ الوقتِ هم منشغلونَ باللعبِ  مع أقرانهم، وأنا أعتقدُ بأن هذا من لُطفِ الله ورحمتهِ بي، لا أظنُ بأنني سأستطيعُ أن أتحملَ نياحَهم وحرارةَ لهيبِ الشوقِ في صدري معاً! 

لا أعلمُ كيفَ وضعوا ثقتهم فيّ وأنا الهشّةُ التي تهزمني الحياةُ مراراً! 
 كيفَ أن أمي -التي تراني في كُل لحظةِ ضعفٍ أبكي كالطفلة- كلفتني لأقومَ بمهمتها بكلِ أريحية ومعالمُ وجهها تدُل على ثقتها الكاملةِ في ابنتها الكبرى؟ 
هي لاتعلمُ أنني لا أستطيعُ التحكمَ في هدوء أعصابي طويلاً وهذا سيءٌ جداً حينَ تتعاملُ مع صغارِ السن، يُجنُ جنوني حينَ يبدأون بالمشاكسةِ وكلُ واحدٍ يتهمُ الآخرَ وتتحولٰ الساحة لحلبةِ مصارعة. 
كنتُ في بادئ الأمر أتعاملُ مع هذهِ الحالات بصرخةٍ مدوية وحيناً أدخلُ للساحةِ لأخرجَ بكدماتٍ مؤلمة، أو أن أقفَ على زاويةٍ وأبدأ بالبكاء كالطفلِ التائه.
 الأخيرةُ تكونُ مجديةً في أحيانٍ قليلة، وغالباً ما تكونُ الخسائر فادحة، ذلك الوقت الذي يمزقني فيهِ تأنيبُ الضمير، لأنني لا أستطيعُ فكَ الصراع أو حتى عقد هُدنة لفترةٍ وجيزة. 
على كُل حال في كُل مرةٍ كنتُ أربتُ على كتفي قائلةً:
كوني أقوى؛ المهمةُ تحتاجٰ ظهراً قوياً وقلباً هادئاً. 

حتى صيّرني الله كذلك بلطفهِ ورحمتهِ . 

ياصديقي كلما كبرتَ عاماً عيناكَ تكبر لتُبصرُ بشكلٍ أوسع، قلبكَ يتوسع ليحتضنَ أشياء ثمينة، عقلكَ ينمو ليتكيفَ مع المسؤليات الملقاةِ عليك، أنتَ تنمو لتعطي وتُعمر في هذهِ الأرض، وإلا لما أوجدكَ الله أيها الإنسان. 
وبّخ نفسكَ كُلما تذمرت، صدقني حلاوةُ الإنشغال ولذةُ الضغوطات نعمة، والنعمُ المختبئة خلفَ أكوام التعب لا يشعرُ بها إلا من يفقدها، جاهد لتنالَ تلكَ اللذة. 

حاشاهُ تعالى أن يُفلتَ يداً تمسكَت بهِ ، هو لن يدعكَ تُقاتل وتخسر في كلِ مره، "إن ينصركم الله فلا غالبَ لكم" أنى تضيعُ وتهزم في كنفهِ سبحانه؟ 

وتذكر دائماً أن هذا العالمَ كمحلولٍ مشبع، لن يستطيعَ إذابةَ المزيد من الكُسالى المتذمرينَ القانطين فيهِ، إما أن تكونَ من الثلةِ المكافحةِ المُحبةِ للحياةِ أو لاتكن. 

عموماً في لحظةٍ ما وأنتَ تعبرُ الحياة سوفَ تُدرك ما أقول. 

وللتوضيحِ فقط؛ أن تكونَ الأكبر في اخوتك ليسَ سيئاً أبداً، وليسَ صعباً بالحجمِ الذي تتخليهُ، هنالكَ جوانبٌ إيجابيةٌ كُثر، شيءٌ جميل أن تكونَ حُضناً آمناً لأخوتكَ، ومن بابِ الطرافة شيءٌ مفيد أن تكونَ بنكَ حفظ نقودهم، يبقونَ من أجملِ النعم بحق، أُحبهم رُغمَ اندلاعِ الحروبِ الصغيرة بيني وبينهم، كما يقولُ أبي: "هذهِ هي أجملُ فتراتِ عُمركم حينَ تتعاركونَ مع بعضكم في مكانٍ واحد، ستكبرون وستتقاذفكم مشاغلُ الحياة؛ وهذا العراكُ الذي تظنونَ بأنهُ سيء سيكونٰ في صفحةِ الذكريات السعيدة ".

آمنت. 

٢١ من ذو الحجة١٤٣٦ 
٢٥ من سبتمبر ٢٠١٥ م

هديل مُحمد. 

الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

يارب الأوائل والفائزين

 صباحُ السعادة، كيف لايكون سعيداًوأنا في كلِ صباحٍ أقتربُ من بداية عظيمة دامت أربعةَ عشرَ عاماً لأصلَ إليها؟ 
لم أشعر بفرحةِ الإنجازِ كما أشعرُ بها في هذهِ الأيام، كلما تذكرتُ تلك اللحظات الصعبه التي واجهتها لأصلَ للحلمِ ضحكت - بالرغم أنها أبكتني كثيراً في ذاك الوقت-، وقعتُ كثيراً وأحسستُ بطولِ الليل، تماديتُ في السهر وتلذذتُ بالتعب، وقعتُ وتلونت رُكبتاي بالبنفسجيّ والأخضر، نهضتُ ومشيتُ عرجاء نصفَ الطريق، حينما يصيبني الإرهاق لا أفتر بل أتكأ على عُكازِ الأمل، في كلِ مرةٍ أقفُ فيها أردد: اللهم يارب الأوائل والمنتصرين، أنتَ تعلمُ كيفَ أن هذا المسير يُرهقني، تعلمُ مقدارَ نضالي لأجلهِ ،أرني في حُلمي عجائب قُدرتك بلغني الهندسة ياربي بلغني. هكذا أُكمل بشعف دون التفات لمشاعرِ البؤس التي تتطفلُ عليَّ أحياناً. 
أذكرُ حين وصلتُ للسنةِ الأخيرة في المدرسة، في طابور الصباح أقول لنفسي ها أنت على بُعدِ خطوة من ذاك الحُلم الذي ترعرع في مخيلتك، كوني لها.

آهٍ هل سأفرغُ في تدوينتي هذهِ كابوس الثانوية؟ هل أحدثكم عن الضغطِ النفسي-الذي كادَ أن يرتكب فيَّ جريمة قتل- ؟ 
الثانوية بكلِ تفاصيلها كانت مُربكة، كُنا نقف ونراقب علاماتنا ترتفع وتهبط وكأن قوة جذبٍ عجيبة تجذبها لكلا المسارين، كنا نقف نتأمل تقلبَ مشاعرنا، أجل جزءٌ من أنفسنا يقف ليتفكر وجزءٌ منا يناضل لأجلِ أن يصل لمنصةِ حُلمه، على أيٍّ؛ الذكي فقط هو من ملكَ قُدرةَ الموازنة بينَ الصراع المُحتدم في داخله. 
أحدثكم عن الدهشة حين تُسببها مسائل الفيزياء والرياضيات التي تنساقُ إلينا من كلِ حدبٍ وصوب، والرهبة من كميةِ الأفكار التي علينا أن نُلم بها، وسذاجةِ منهجِ الأحياء المصحوبِ بتفاصيل مُعقدة وكلماتٍ مصفوفةٍ فوق بعضها البعض كأنها تعويذة سحر، على كُلٍ الموادُ العلمية كانت ممتعة رُغم ثِقلِ تكالفيها وغطرستها علينا، أستثني من ذلك الوصف الكيمياء؛ الذي كان ألطفهم وأحبهم لقلبي.
كُنت في كُل وقتٍ أُذكر نفسي بأن الحُلم لاينالُ بالفتور ولكنهُ ينالُ بالكفاحِ والنضال، لم يُثنني مرضٌ ولاتعثرُ صحتي في تلك الفترة عن المواصلة، مؤمنةٌ بأن الأحلام تتحقق إذا سعينا لها، المنظرُ الذي لا أنساه هو منظرُ المطر بعد نتائج الفصلِ الأول، حين كان الجميع يشعرُ بالبؤس واليأس جاءَ هو ليغسلَ كُل ذرةِ حُزنٍ سكنت قلوبنا، أذكر صوتي وصوتَ صديقتي حين خرجنا للساحة ورددنا أنشودةَ المطر، كنتُ أثق بأن الله لن يدعنا حُزانى ونحنُ اللذين كُلما تعثرنا قُلنا بأن العوضَ منهُ جميل، كان المطرُ خيرَ عوض وخير دافعٍ لنبدأ من جديد. 
كلُ تلك الذكريات وكلِ تلك اللحظات الصعبة ضحكنا عليها يومَ التخرج، الذكريات الجملية واللحظاتُ الحُلوة والمُرة، كلها كانت سبيلاً للإنجاز. 

طوال سنوات دراستي كنتُ شغوفةً جداً بالهندسة أسعى لها وأشعرُ بأنها تسعى لي، لم أتخيل أنني سأدرسُ شيئاً سواها يوماً، كان الله يعلمُ بأن قلبي مُعلقٌ بها وكنت أوقن بأنهُ لن يخذلني، علمتُ بأن شغفَ الهندسة المتولد فِيَّ أكبر من أن يحكرهُ مكان   أو يوقفهُ رأيٌ عابر، كان أكبر من هذا كله، لأن لُطف الله ورحمتهُ وإختيارهُ أجمل؛ أكرمني بدراسة الهندسة بعد كفاحٍ دامَ ثلاثة عشرَ عاماً، فرحُ عائلتي بحفيدتهم الأولى كان بمثابةِ الطاقة التي دفعتني بقوةٍ لأنجزَ أكثر.
 في بدايةِ مشواري الأكاديمي كان كل ما أحتاجهُ هو أذن صماء عن كل سخيفٍ كان يُريد أن يدفنني وحلمي معاً، لم يهدأ لي بالٌ حتى أبدأ بتحقيق إنجازاتٍ في كليتي وفعلت حتى أسقطُتهم قهراً واحداً بعد الآخر وأخرستُ ألسنتهم دُفعةً واحدةً.

كانت تقول لي أن المتميز حيثُ يكون يبقى متميزاً، سلامٌ على قلبها وحنينها ولُطفها حين تفرحُ لأجلي. 
التميز الذي حصدتهُ في أول سنة أكادمية كان كفيلاً بأن يكون دعامة قوية وحجر أساس عظيم لحلمي وكلهُ من فضلِ الله، وحدهُ الله أعطاني ومنحني لولاهُ لكنتُ أتخبطُ بينَ جدرانِ الفشل. 
"يا من مننتَ عليّ برعاياتك ولُطفك ما لم أكُن لك كُفواً ولا مُستحقاً سبحانك اللهم ما أوهنني عليك ، وما أحوجني إليك 
لا أعتزّ إلا بك ، ولا أتذلل إلا إليك "

يالله أدركتُ حقاً بأن من يؤمن منذُ صغره بتحقيقِ إنجاز؛ سيفعل. ثق بالله ثق بهِ في كلُ خطوةٍ تخطوها وحدهُ سيتكفل بهمكَ ويزيحه، وحدهُ سيمنحك ما ترغب في الوقتِ المناسب، وحدهُ سينجيك حين تغرق، اللهُ ياصديقي يتولاك. 

أتدركُ معي خيرةَ الله؟ أتدرك معي الفرحَ الذي يكسوني في كل صباح؟ 
الصباحاتٰ التي يهبنا الله فيها عُمراً جديداً لنكونَ خيرَ خُلفاء في الأرض؛ واجبٌ علينا أن نناضلِ لأجلِ أن نكونَ غراس خيرٍ في هذه الأمة، لأجل أن نعيدَ رفعتها ولو بالشيء القليل، اللهم وما توفيقي إلا بك وما توكلي إلا عليك، بك أصول وأجول وأمضي، سهل دربي وأدم توقد شغفي ولهفتي، منك القوةَ ومنيَّ العمل فتولني يارب الأوائل والفائزين. 
تمت 
١٠ من ذي القعده١٤٣٦هـ. 
٢٥ من أغسطس ٢٠١٥ مـ. 
الثلاثاء/ ١١:٢٢ صباحَاً .

هديل مُحمد 💗. 

الجمعة، 10 يوليو 2015

وأكبر...




وأَكبر ..
أُغلقُ كل التنبيهاتِ في هاتفي، وعلى غيرِ عادة أذهبُ لغرفتي لأستعدَ للنومِ في تمامِ الحادية عشرَ مساءً، أستلقي على سريري وأنا أشعرُ بتصادمُ الذكرياتِ من حولي، تسرقُ مني النوم، أتأملُ في سرعة مرورِ الأيامْ، ومرورِ اللحظات، تطرقُ الساعةُ الثانية عشرَ وقد خلت القائمةُ إلا منها، كانت تدعوني لقيامِ الليلةِ والإكثار من الدعاء فيها، ودعونا الله معاً أن تساقَ خُطانا للجنة. 
ومثلَ ما توقعت لم يكن أحدٌ ليتذكر هذا اليوم سوى نفسي. 

عموماً؛ الأمرُ سيان وهو متعلقٌ بي لا بغيري . 

العاشرُ من يوليو في توقيتٍ أجهله؛ فتحتُ عينايّ على هذا العالم. 
في حقيقةِ الأمرِ أنا لا أهتمُ ليومِ الميلاد البته، ولكنني أهتمُ بمعدلِ إنجازي في شتى المجالات! 

يالله كيفَ تتسارعُ اللحظات بهذا الشكل؟ 
أنا أذكرُ بضعاً من مشاهدِ طفولتي وكأنها حدثت بالأمس، أنا أذكرُ تفاصيلَ العامِ الفائت بدقة شديدة، بتُ أخافُ حقاً من تسارعُ السنوات.  
يجبُ أن أُجاهدَ أكثر لأنجز ! 
كبرتُ وتعلمتُ أكثر، تعرفتُ على هويةِ البشرِ بصورةٍ أعمق، نعم دروسُ الحياةِ تلقن من هو صديقك الحقيقُي ومن صاحبُ المصلحة؟ ومن اليدُ التي لن تفلتكَ إن سقطت، كل هذا أفادني ووسع مداركي وجعلني أُفجع، لأنني قبلَ ذلك لم أكن أعي حجمَ 
سوءِ النوايا، لكن جدياً الأمرُ كانَ ضرورياً لأستفيق. 

ها أنا اليومَ أدخلُ في ربيعي التاسعَ عشر، الربيعُ الذي تُزهرُ فيهِ أحلامي بعونِ الله. 
سأخبركم أمراً :
وحدهُ الله قادرٌ على أن يهبكَ فوق ما تتخيل، وحدهُ يعطيكَ ويجعلكَ تبكي فرحاً، الله أكبرُ من كل شيء يُرهقك، تذكرأنهُ بالله قوتك، وسعادتك مربوطةٌ بهِ وحده، حاشاهُ أن يخذلك 
كنتُ أثقُ أنني سأنجزُ بصورةٍ أرضى فيها عن نفسي وأنجزت، وضعتُ أهدافاً وحققتها، كنتُ أدعوا الله بإلحاح ويمطرني بفضلهِ تعالى، سقطتُ مراراً ومنحني القوةَ لأقف وأواجهَ هذا العالمَ وكل الوجوهِ المحبطة، واجهتهم وتغلبتُ على أشياء كانتْ تقصمُ الظهر؛ قليلٌ من الصبرِ وسأفوز بالسباق بإذن الواحدِ الأحد. 
الثقةٰ بالنفس وبالله هي من أهمِ الركائز التي تستندُ عليها أحلامي وأمنياتي وللهِ الحمد، أنا أكبرُ وأشعرُ بأحلامي حينَ تنمو معي، أُحسُ بتشققِ بذورِ الأهدافِ الجديدة، ولكن فعلياً الطمأنينةُ الكبيرة المختزنة في قولهِ تعالى: ( والذينَ جاهدوا فينَا لنهدينّهم سبلَنا )؛ هي الوقودُ السحريّ لهمتنا.

الحمدُلك يالله على كلِ فرح، وعلى جمالِ القدر، الحمدُلله على نعمةِ الأهلِ والأحباب، الحمدُلله على القلوبِ التي تكبرُ معنا كلما كبرنا في عدد السنين، يالله أزهرني كل عام، نور بصيرتي وأنفعَ بي أمتي، صَير أحلامي غيمةَ فرح تهطل عليّ سعادة،  قربني منكَ أكثر، علمني كيفَ أستيقظُ كل يومٍ بذاتِ الصلابةِ لأنجز، وكيفَ لا أقفو للماضي كعادتي،"حياتي وأمري وروحي لديك " يارب. 


هديل مُحمد 
العاشر من يوليو المبهج 

كتبَ بالحب وكثيرٍ من الدعاء الصادق 

السبت، 13 يونيو 2015

الأسبوعُ الأخير ..تدوينةُ حُب

يشرقُ الأسبوعُ الأخير في سنتي الأكادميةِ الأولى، أكتبُ في حُبِ المكانِ الذي أنا فيهِ، أكتبُ في التعلقُ النابتِ في صدري، والسعادةِ الغامرة التي تعتريني رُغمَ كُلِ العقباتْ التي مررتُ بها في هذا العام. 
سأكملُ عامي الرابع عشر من عُمري الدراسيّ. 
يالله كيفَ تركضُ الأيامُ بهذهِ السرعة؟ 
بل كيفَ تتسابقُ السنوات بهذا الشكل؟ 
أنا لازلتُ أذكرُ الوقتَ الذي أختارُ فيهِ حقيبةَ الروضة،أذكرُ مَرح التي كنتُ أعتبرها فتاةً مغرورة لأسبابٍ أجهلها، مرح التي هي اليوم زميلتي في الكليةِ ذاتها، المحبوبةِ التي لاتنطبق عليها الصفات التي اتهمتها بها في طفولتي، ولا أنسى شيماء حينَ تدخلُ لحافلةِ الروضة، شيماء هي الأخرى صديقةُ المدرسة واليومَ نتشاركُ ذاتَ الغرفة، أذكر ابنةَ عمها منال بذاكَ الفُستان البرتقالي حينَ زارتنا في الروضة، تعلمون من تكون منال ؟
قطعةٌ من قلبي كالسكرِ في حياتي، صديقةُ الدُنا والجنانِ بإذن الله، تلكَ الشخصيات التي رافقتني في عامي الدراسي الأول؛ أتذكرُ معظمَ الذكرياتِ الجميلة والشقيةِ معهم. 
الأمرُ يدعوني للضحك حينَ أتذكر بُكائي على لُعبِ الروضة.. 
ويدعوني للبكاء شوقاً .. آه ليتها تعود! 
لطالما كنتُ اتمنى أن أصبح مثلَ أبي، فكرةُ الهندسةِ في ذهني كانت تتعلقُ بالمغامرات التي أعشقها وحيناً أخافها ! 

مضت سنتي الأكادميةِ الأولى، بين شوقٍ وكفاح، شوقي لـ ضحكاتِ الأهل، وحكاياتِ أختي،وصوتُ أمي الذي يُشعرني بالامان، لم أعتد تماماً على فكرةِ البُعدِ عنهم -بالرغم أن بقائي بعيداً لايستغزق سوى خمسةِ أيام - كثيراً ما يجتاحني الشوقُ فيتعكرُ مزاجي وتبدأ فكرةُ العودة تطرقُ رأسي- وأُطبقها أحياناً- أنا لا أعلمُ هل هذا نتاجُ دلالِ والديّ لي، أم تعلقي كـ ابنةٍ كُبرى بهما، أم تعودي على فكرة توفر كل ما أريد أمام عينايّ، قضيةُ التذمرُ هذه ليست في صالحي بتاتاً، عموماً؛ من الواجبِ علي أن أشتغلَ على نفسي لأروضها على تفهمِ الوضع وعقدِ صلحٍ معها. 

نَخرجُ من هذا العامِ وقد حُشيت عُقولنا بمعلوماتٍ مهمة، أساسٌ لبناءٍ يكتملُ في سنةِ التخرج بإذن الله، نخرجُ من هذا العامِ ويكبرٰ حُبنا للهندسةِ أكثر وبصورةٍ أعمق، كما قلتُ في تدوينةِ حُبٍ لها " أنا أعلمُ أنكِ أكبرُ من مجردِ موادٍ تدرس أو ورشاتٍ تُحضر، أُحبكِ لأنكِ أكبر من هذا كله " 
نبقى هنا حيثُ ننتصر ونفخرُ بأمجادنا، نتخطى العثرات كما تخطيناها ونجحنا سابقاً. 

الذكريات التي لاتكفيها المُجلدات؛ تُخبرنا بأنَ الأحلامَ تتحقق إن سعيتَ لها، وأنَ تميزكَ السابق ينمو معك حينَ تكبر فيزهر ويثمر، صدقني ياصديقي لاشيء أجملَ من طعمِ النجاح، ولا حلاوةَ للدربِ بدونْ عقبات، حصولي على ثلاث شهاداتٍ أكادمية في عامٍ واحد هو بإذن الله فاتحةُ خيرٍ لي هُنا،" فالحمدُ لله الذي لايرجى إلا فضله"، ستصبحُ الدراسةُ الجامعية يوماً ما ذِكرى كما الأخريات، لن أنسى هذا الإنشغال المطلق اتجاهها، يبقى الحديثُ المبهج "سيأتي اليوم الذي أستطيعُ أن أثبت فيهِ للعالم وللحمقى الذين استصغروا قراراتي عظمة الإنجاز الذي حققته بسبب هذا القرار"

أثقُ بأن حُبَ الكليةُ سيبقى في قلبي رُغمَ كُل الشتائمِ التي نرميها عليها حينَ تنهكنا، ستبقى إن أردنا وأنا أريد 💙 



هَديل مُحمد 
١٤ من يونيو لـ ٢٠١٥ 
٩:٢٤ صباحَ الأحد 

السبت، 16 مايو 2015

المسافاتُ قاسية

أمشي في الطريق، أقلبُ عينايّ في الإسفلتِ متجاهلةً ضجيجَ المارةِ وصخبَّ الشوارع، غير آبهةٍ لحرارةُ الشمس التي تلفحُ وجهي، أستمدُ قوتي من الأحلامِ ! 

كلما مشيتُ وتحسستُ طولَ الأمتار أنشدت للكليةِ في نفسي كما أفعل دائماً: " كأنكِ دربٌ بغيرِ انتهاء وإني خلقتُ لهذا السفر" 
وأستمرُ طوالَ الطريقِ أتأملُ في طولِ المسافاتِ،
المسافاتُ التي تفصلنا بيننا وبينَ أحلامنا، بيننا وبينَ أحبتنا، مسافاتٌ لاتقاسُ بوحداتِ القياسِ التي لطالما حفظناها من دروسِ الرياضيات، لا !
الحنينِ واللهفه والشغف والإصرار هذهِ هي الوحدات
 الدقيقةُ من وجهةِ نظري!
المسافاتُ قاسية ياصديقي، قاسيةٌ أكثر مما يجب!

كيفَ لها أن تذيقنا الطعمَ المرّ قبل الحُلو أخبرني؟
كيفَ لها أن تبعدَ عنا من نحبُ في أحلكِ الظروف؟
كيفَ لها أن تفصلني عن أحلامي وتجعلني أقاسي العثراتْ بمفردي في سبيلِ تحقيقِ أصغرِ الأحلام؟
لما لاتقصر حينَ فقط نشتاقُ ونتمنى اللقاء؟ 

لاتقل لي إن هذا من طبائعِ الأمور؛أنا أؤمن بأن كل شيءٍ سيأتي في موعدة، وأن الله سيرزقني إياهُ في اللحظةِ المناسبة لكنني لا أستطيعُ التغلبَ على الفطرةِ البشريةِ !
ان كنتَ لاتعلمُ الإجابةَ اصمت وطبطب على قلبي،هدئ من روعي إن رأيتني مصاباً بحمى الحنين، لاترهقني بكثرةِ السؤالِ عن حالي،لاتغرس خناجرَ الكلمِ التي تذكرني بهم،لاتعذنبي أكثز من ذلك أرجوك توقف! 

خذ بيدي وذكرني دوماً أن نبقى على هذا الطريق، الطريقُ الذي يقودونا للجنةِ وحسب، دعنا نسألُ الله معاً الثبات عليهِ.
 نعم أعني هناك حينَ نجتمعُ بلا فراق، ولاترهقنا المسافات!
ردد على مسامعي دوماً" اللهم زحامَ الجنةِ مع من نحب،اللهم أصدقاء حتى الظلالِ حتى الجنة" 
لعلها تكونُ ساعةَ إجابة ونحنُ هناك حينَ نقولُ :
آمين ويالله استجب💗


هديل مُحمد

الجمعة، 15 مايو 2015

ماذا فعلت أمي بقلوبهم؟ 💗

صعبٌ هو الرحيلُ عن موطنِ أمجادك، مرارةُ الوداعِ مؤلمةٌ جداً، والإبتعادُ عن صرحٍ مكثتَ فيهِ أكثر من تسعةَ عشرَ عاماً موجع! 
حينَ أتيتُ للمنزلِ البارحة تفاجأتُ من كمِ الهدايا، وأصنافِ الوردِ المركونةِ على زاويةٍ من الغرفة، رأيتُ أمي وسألتها فقالت: اليومَ أقمتُ حفل "مِسكُ الختام" واغرورقت عيناها دمعاً !
أعطتني هاتفها لأرى عرضاً مرئياً كاملاً للحفلِ، في المقاطعِ الأولى بدا لي حفلاً مرتباً منظماً جميلاً كما تعودتُ على حفلاتِ الختام، ولكن المقاطع الأخيرة جعلتني أسكبُ دمعاً غزيراً... 
يخرجُ الصوتُ مهتزاً من حنجرةِ المعلمةِ التي تقرأُ الكلمة وكأنهُ يأبى ذلك، يُخطأُ في اسمِ أمي حتى قيلَ "رتيبة محمد" وليسَ "رتيبة شامس"، وكأنَ الكلماتِ تأبى أن تشكلَ عبارةً مفيدة لـيعلمَ الحضورُ عن ذاك الخبر، شدني منظرُ أمي والدموعُ تنهمرُ من مقلتيها وني تمشي بخطى متثاقلة لموقعِ استلامِ هديةِ الشكر،يبكي من حولها الطاقمُ التدريسي الذي لطالما أبى أن يتخيلَ هذهِ اللحظة ، فجأة تتشوهُ دقةُ التصوير فإذا بي أسمعُ المعلمةَ التي كانت تسجلُ الحفلَ هي الأخرى تبكي!!
حتى اخي الجالسُ في وسطِ زملاءهِ بكى لأجلها! 
 
يالله ماذا فعلت أمي بقلوبهم بهم ليحبوها كل هذا الحب ؟ ليتعلقوا بها كالأمِ الحنون؟ ماذا فعلت لتكونَ علاقتهم بها علاقةَ أُخوةٍ لا علاقةَ زُملاءِ عمل؟ 

أحضانهم ورسائلهم التي كانت تتسابقُ بالأمسِ كلٌ يعبرُ عن ما يجولُ في خاطرهِ لها،المحبةِ التي امتدت لتصلَ رسائلُ من أناسٍ غادروا المدرسةَ من سنينٍ طويلة !

لم يتأتى كل هذا من فراغ ! 
نعم تأتى من إخلاصكِ وتفانيكِ وقلبكِ الطيب ياحبيبتي💗

أمي هذهِ النحلةُ المخلصةُ لأكثر من تسعةَ عاماً، التي تسعى في مهنتها لأجلِ أن ترقى بنفسها وبالوطنِ، هذهِ التي أفنت عمرها في سبيلِ توصيلِ الرسالة، هذهِ التي ربت وبنت، هذهِ التي أنتجت أجيالاً منهم اليومَ دكتور والآخرُ مهندس وتلكَ طالبتها اليومَ تجاورها في ذاتِ المدرسة لتحملَ معها نفسَ الرسالة، رسالةُ التعليم، رسالةُ العطاءِ والكفاح !

أماهُ أيّ الحواسيبِ تستطيعُ أن تعدّ جهدكِ طوالَ تلكَ السنين؟ 
أماهُ حقٌ عليّ أن أفخرّ اليوم، حقٌ عليّ أن أصدحَ اليوم هذهِ هي أمي هنا شيدت وبنت 

أمي الغالية، هنيئاً لكِ تقاعدكِ عن العمل، بوركَ الجهدُ الذي زرعته، وجزاكِ اللهُ أجراً مضاعفاً، حقٌ لكِ الراحةُ بعد هذا الجهد، أمدّ اللهُ في عمرك، وأدامكِ لي عمراً لا أعلم كم سأعيشه

أُحبك💗

الأحد، 10 مايو 2015

للهِ أجري وصبري💗

أتكورُ على نفسي، محاولةً الهروبَ من هذا الضجيج، تصدعيّ من الداخل يحدثُ هزاتٍ مخيفة فيّ، أنا وبكل ما أوتيتُ من قوة أحاولُ أن أملأني بالصبر، أن أشيحَ بنظري للجانبِ المشرق، أن أعيدَ تشكيلي حينَ أتقلص!

هذهِ الدوامة التي تحدثها الأيام لاتستطيعُ خنقي، تصفعني الظروف وتسقطني على ركبتي حتى أنا أتعلمَ دروساً جديدة، نحيبي الدائم لا يجدي، الشعورُ الذي يفتتني تأكدتُ من أنهُ وحيٌ من خيالاتي السيئة، أُبدد كل هذا التخبطَ فيّ بتنهيدة  وأقولُ بكلِ إيمانٍ  "إلى الله أبرأ من تراكمات الشعور، وتصدّع الفجوات، وتقّطع الدروب، ويباس الأمل، إلى الله أُوّكل بؤس الحياة وسقم الأيام .. أن تُزاح ولا تُعاش" وتدريجياً أشعرُ بالإطمئنان، وكأن شيئاً من بؤسِ هذا العالمِ أزيحَ عني !
سأخبركم شيئاً شعورُ الإعتيادِ قد يكونُ مريحاً وأحياناً كثيرة يكون قاسياً كعقابٍ ملزمٍ به! 
ودعواتي الدائمة: اللهم طبطبة على رأسِ هذا الوجع، مواساةٌ لا أبتئُسُ بعدها، وقلبٌ لايميلُ إلى إليك 🌸

تعودتُ على قلةِ الحديث، والمشي بمفردي، والإعتمادَ على نفسي في أمورٍ معقدة، هذا كلهُ كفيلٌ بأن يلقنكَ معنى الإكتفاءِ والجلدِ مع نفسك، مغالبتي للبكاءِ تطفيها مزحة بل حتى ابتسامه، تخفيها مقابلةُ رفيق ومحادثةُ آخر، البكاءُ في الخلوات أثمنُ ، عموماً مغالبتي لذاكَ الشعورُ البائس غالباً تنجح! 

يخفف اللهُ عنكَ دائماً صدقني ! 
قد يرزقكَ رفيقاً يشدُ بك للجنة يواسيكَ ويخفف هذا النزف ! 

كما رزقني بأختٍ من محضِ الصدفة، وإنها واللهِ لأجملُ الصدف التي بكيتُ شكراً لها في سجودي اللهُ ينعمُ عليكَ بقلبٍ مرحٍ صبور 💗
اللهُ يطفئ هذا الوجع لذلكَ أنا مطمئنة
ومن سواهُ ينبتُ في صدري الفرحْ كلما علقتُ أموري به، يملأني بالقوةِ الازمةِ لمصارعةِ الإنهاكِ والتعب، رحيمٌ بنا عليمٌ بأحوالنا،لله قلبٌ متقلب الأوجاع، لله أجري وصبري، لله مرجعي، لله هذهِ المضغة، وإني " دونكَ يا إلهي شريدٌ تائهٌ في وسطِ عتمة" 🌸

الجمعة، 8 مايو 2015

جدي وجدتي ..حفيدتكم تحبكم جداً 💗

ولأنَ الله يُديمُ نِعمَ الحامدين؛ الحمدُلله على نعمةِ وجودكما في حياتي، كـ نفحِ الياسمين حديثكِ ياجدتي، كـ لونِ الحياةِ وجهكَ يا جدي، لا أعتقدُ بأن حروفَ اللغةِ ستتمكن من وصفِ قربكم مني، أو تحليلِ موقعكم في صدري، حبكم يتنامى في صدري منذُ أن وُجِدتُ على هذا الكون، باللهِ كيفَ أنسى ترعرعي بينكما؟كيفَ أنسى مشاكستي التي لطالما وبختماني كثيراً عليها؟ كيفَ لي أن أنسى نصفَ عمري! 

حفيدتكم الكبرى كبرت كثيراً، ولكن !
حضنُكِ ياجدتي لازالَ هو المرتعَ الذي أحتمي فيهِ من فجائعِ الحياة، دعواتكِ الدائمة لي طوقٌ لا أستغني عنه، أذكرُ سهركِ معي في أوقاتِ مرضي، بقاءكِ بجانبي حتى الصباح شيءٌ لايختفي من ذاكرتي، ابتسامتك وفرحك لأجلي أفخرُ بهِ كثيراً، تحفيزكِ سندٌ لحلمي، كلُ شيءٍ فيك يختلفُ عنهم جميعاً، سأتوقف ! 
حرفي لن يوفي والله يتعثرُ في وصفك وتعدادِ فضائلكِ عليّ، ياحبيبةَ الفؤادِ أنتي💗

جدي، ماذا أقولَ فيكَ أيها الشهم المغوارُ المقاتلُ في ساحةِ الحياة، أنا أذكرُ كلَ تلكَ اللُعبِ التي تحرصُ على الإتيانِ بها فورَ عودتك من السوق، أذكر كل أصنافِ الحلوى والمُثلجاتِ التي كنتَ لا تنساها في عزِ انشغالكَ، أذكرُ تعابيرَ وجهكَ حينَ تقبلُ علينا محملاً بكلِ تلكَ المؤونةِ من السوق، وبختني مراراً حينَما أأخذ الكثيرَ من الحلوى دونَ أن أقاسمَ أختي أو ابنَ خالي بحكمِ أنني الكبرى فيهم، لطالما ما كنتُ أسابقُ دوماً لأحظى بأفخرِ اللعبِ وأفضلها -لا أعلمُ هل هي أنانيةٌ مني أم هوَ تعودي على فكرةِ" المدللةِ الوحيدة للعائلة"-، لابأس المهم أنني حظيتُ بقسطٍ وافرٍ من الدلالِ آن ذاك، جدي اتذكر حينَ نتسابقُ لحضنك؟ حينَ نتجمعُ في حلقةٍ لتسردَ لنا قصصَ كفاحك، وتبطلَ تلكَ الخرفاتْ التي تخيفنا، علمتنا حُبَ الحياة، وحبَ الكفاح، ومعنى النضال. 
  الله أعلمُ بذاكَ الشعورُ الذي اجتاحني لحظةَ مرضك، اللهُ يراني حينَ كنتُ أركضُ والدموعُ تنهمرُ  وأصرخُ دونَ وعيّ "جدي، جدي، جدي ...."، لا اعتراضَ على القدر، الحمدُلله الذي أعادكَ لنا سالماً، ابتسامتك مازالت تبعثُ فيّ حياة، تُعيدُ لي الكثيرَ من الذكريات، لازلتَ وستبقى جدي الذي أفخرُ بهِ أينما وجدت، اللهُ أعلمُ بحجمِ فقدي لحديثكَ اللذيذ، إنني وبقدرِ ما ملكتُ من قوةٍ أحاولُ أن أسعدك، أن أَبرّ بكَ كما ربيتني صغيرةً، أنا وكما قلتُ سلفاً لن أوفيكَ حقاً لن أوفيكَ أيها المتربعُ في صدري كالملك💗،

جدي، جدتي أعتذرُ لكما وان كنتما لاتستطيعانِ القراءةِ الآن، أعتذرُ عن عدمِ مقدرتي في وصفِ قربكما، أعتذرُ عن كلِ التعبِ الذي ولدتهُ لكما مشاكستي.
لو أن هذا الوقتَ يكفي لقضيتُ ما تبقى من العمرَ  في معكما، لقضيتهُ في رسمِ البهجةِ على قلبيكما

وعن وجهِكما الذي يشبهُ الجنة، وعن حضنكما الكوثريّ أعجزُ عن شكركَ يالله🌸

أسأل الله أن لايجعلني أعيشُ عمراً دونكما، ستبقيانَ ذاك الحبَ الذي يرتفعُ على هيئةِ دعاءٍ كل ليلة، أمدّ اللهُ في عمركما، وجعلني بذرةَ فرحٍ تنمو فيكما فتزهرُ ربيعاً أخضر. 

جدي وجدتي، حفيدتكم تحبكم جداً 


#كتبَ بالدمع 
هديل مُحمد ،
💗

الاثنين، 20 أبريل 2015

شُعورُ المثاليةِ لايدوم

هذهِ المشاغل التي لاتعدْ،التي تُلقى على عاتقنا وتتكاثرُ يومياً، أعتقدُ أن التدوينَ هو الحلُ الوحيدُ للهروبِ منها، بل هو الدواءُ الأمثل.



أُقلبُ عينايّ في السقفِ المُشبعِ بالبياض، أفكاري تتضاربُ، أصابُ بالصداع ثُمَ يغتالني الأرق، فأضلُ أتخبطُ في أزقةِ الكوابيس والأوهام ! 
هكذا بِتُ منذُ أسبوعٍ تقريباً، اليومَ بالذات قررت أن لا أمنحَ السلطةَ لأفكاري كما جرت العادة، اليومَ فقط استفقتُ من كابوسٍ غريب، نعم قررت الدخولَ في الحلبة لأقاتلَ الأفكارَ السوداء، كنتُ اردد في ذهني، أينَ أنا؟ كيفَ أرممني؟ كيفَ أنتشلني من هذهِ الحفرة؟ 
 
تُثقلني الحياة بتكاليفها، نكبرُ كل يومٍ فيتضاعفُ الحمل أكثر، بل تجعلنا نتحملُ مايفوقُ عمرنا الأصلي، شعورُ المثاليةِ لايدوم، مررتُ بأوقاتٍ تمنيتُ لو أنني أتكورُ على نفسي لأبتعدَ عن صَخبِ الحياة والحديثِ المهترئ، تلاشيتُ في الفراغِ كـ رذاذِ العطرِ، تضائلتُ مراراً، هذا الشعورُ قاسٍ صحيح؟

كثيراً ما حاولتُ انتشالَ أفكاري الإيجابية من ذاك المستنقع، وللأسفِ في كل مرةٍ كنت أُخفق وأتلطخُ بوحلِ الفشل، أنا في حقيقةِ الأمر بِتُ مذهولةٌ من هذهِ القوى الخارقه التي سَلختني مني، تساءلتُ طويلا لما لم أقاتل وحشَ الخوفِ والقلق؟ كيفَ تركتُ لهُ الحريةَ ليستغلها في هزمي؟ لما كنتُ ساذجةً وسخيفةً للحدِ الذي أَصدمُ فيهِ نفسي بنفسي؟ 

على الأرجح تراكمَ الوجعِ، وتصحرَ أرضي، وجفافَ أغصاني هوَ السبب، أنهكني الوضعُ جسدياً، كنتُ ألزمُ الفراشَ هروباً من جدولي الشخصي الذي وضعتهُ، الغريبُ في الأمرِ أن شغفَي للقراءةِ هو كذلكَ أُصيبَ بوعكة، هذا الشغف الذي لم أتوقع أنهُ سيتاثر بأي هزةٍ قد تحدثُ في مُجرياتِ أيامي هو الآخرُ تغير، أصبحتُ ألحظُ أيضاً أن كتاباتي غَدتْ ركيكة ! 
هل حقاً هذا البُهتان الذي يغتالني مُرَوعٌ لهذا الحد؟ 

هذا ما كنتُ أعاتبُ بهِ نفسي قبل سويعاتٍ من الآن، ولربما هذا العتابُ وضعني في حالةِ استنفار، رفعتُ يديّ للسماء قائلةً " يارب لملم شتاتَ نفسي، صيرني كشجرةِ الصبارِ الصامدة "، أمسكتُ المصحفَ وأنا أشعرُ تماماً بحركةِ أفكاري، كلها كانت تحاولُ الخروجَ من ذاكَ المستنقعِ البشع، كُلُ المشاعرِ ترتبت بعدما تلوتُ قولهُ تعالى:﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ﴾، حاشاهُ تعالى أن يستثنيني من رحمته، اللهُ أكبرُ من غصةِ القلب، اللهُ أعظمُ من تلكَ الخيبةِ التي اُداريها،تنهدتُ عميقاً ثُمَ  قُلت" اللهمّ لا اعتراض لك الحمد يامعطي لك الحمد يا آخذ لك الحمد ياقاسم الوجع, منك العقبى و منك الفرج"، 
دقائقٌ معدودة فقط وشعرتُ بأنني أتجدد وأزهر، أعودُ إليّ بعدَ غُربة، أُطعِمُني بعدَ مَجاعة! 
يالله عطاياكَ تُخجلنا، نستغفركَ من كُلِ يأس أحاطَ بنا وأنسانا رحمتك، مُؤمنةٌ بأنَ العوضَ الجميلَ منكَ وحدكَ آتٍ لا محالة 💛. 
الآن تخلصتُ من حديثٍ كان يحومُ في رأسي ويثقله، صدق من قال "الفصحى تزيحُ عنا الكثير " 🌸،

الثلاثاء، 14 أبريل 2015

إلى صديقِ المدرسة❤️


إلى صديقِ المدرسة؛

أنهيتُ أول فصلينَ من حياتي الجامعية،وفي كل فصل نتعرفُ على وجوهٍ جديدة،منذُ دخولي لهذهِ الحياة تعمقت في ذهني فكرةُ أن "زُملاءَ الجامعةِ عابرون"،أنا لا أعني أنهم سيئون،ولكنني حسب ما عايشتُ هم يتساقطونُ ويتبدلونَ لربما في كل فصلٍ أكاديمي؛ تبقت منهم الأقليةُ الطفيفةُ ولهم في القلبِ مكانة لطيفة،لكنني كما أسلفت يبقى صديقُ المدرسةِ مختلف، كيفَ ننساهُ ؟في اعتقادي أنهُ أمرٌ  محال، قضينا مع بعضنا البعضَ وقتاً طويلاً،نمرح في وقتِ الفراغ،مكافحونَ في وقتِ الجد،نُقاتلُ معاً لأجلِ أحلامنا،نُسِرُ لبعضنا البعضَ قصصنا وأسرارنا،نتهامسُ بمعظمِ الأمنيات،أحببنا الجلوسَ بجانبِ بعضنا في القاعةِ الصفية،لطالما فضلنا المساكشةَ في بعضِ الحصص المُملة، ولطالما أحببنا النِقاشَ عن الأوضاعِ الإقتصادية في حصصِ الدراساتِ الإجتماعية،وتنافسنا في حصص الرياضيات، ووقفنا لنثبتَ أيٌ منا الأصحُ رأيا في حصص التربيةِ الأسلامية،ولا أنسى الصراعَ في حصصِ الفيزياء والكيمياء،نكتبُ في القُصاصاتِ كثيراً تعبيراً عن أشياءَ كثيرةٍ كانت خاصةً بنا وحدنا،نتعلمُ من أخطاءِ بعضنا،يَشدُ كلٌ منا يدَ الآخرِ حينَ يسقط، نُقاومُ ظاهراً،ونبكي معاً في خلوتنا بأنفسنا،جاهدنا للعيشِ مع كائناتٍ تقطرُ حسداًً،يارفيقْ أتذكرُ حينَ حاولوا رَدمنا بحديثهم؟أتذكرُ حينَ حاولوا اسقاطَ طموحنا؟أتذكرُ حينَ قللوا من قَدرنا؟
 واللهِ إنني أذكرُ كلَ لحظةٍ كانَ يُساءُ لنا فيها،نتغافلُ عنهم مُقتنعينَ بـ" عش حياتك فالأفواهُ لن تخرس"، وبقينا رُغماً عن أنفهم صامدينَ لايهزُ عزيمتنا قولٌ مهترئ،كُنا ندعوا الله كثيراً أن يحقق أمانينا حتى بفضلهِ تحققت،وخَرستْ أفواههم ! 
كيفَ تُنسى كُل تلكَ اللحظاتِ الحلوةِ والمُرة أخبروني كيفَ تنسى كُل تلكَ الساعاتِ ؟ لم يستطيعَ النسيانُ أن يتلصص عليها مهما حصل !
سَلمنا لحقيقةِ اختلافِ الميول،ساعدنا بعضنا بعضاً على الإختيار،حتى باتَ كلٌ منا في المكانِ الذي يجدُ الله لهُ فيهِ الخيرَ الكثير،حيثُ طموحُالصغرِ الجميل، فرحينَ بما أعطانا،غيرَ مُهتمينَ لطولِ المسافات ولا فقرِ اللقاء،ولأنَ الله يُحبنا أصبحنا نلتقي بينَ فترةٍ وأخرى،ممتنينَ للأقدارِ الجميلةِ واللطيفةِ حينها. 

رفيقُ المدرسة،رفيقُ العُمرِ بالأحرى هوَ فقط من يستمعُ لكلِ التفاصيلِ الصغيرةُ ولايملُ منها، هو فقط من أحادثهُ بكلِ شفافيةٍ ويفهمني دونَ أن اسهبَ في الشرح،يبقى الوفيّ والقريب ! 
هكذا هم أصدقاءُ المدرسة،لُطفاءُ بسطاء يلبونَ النداء حينَ تستغيث..

والدعاءُ الدائمُ المُعشعشُ في صدري (يالله يامجيبَ الدعواتِ أسألكَ أن لاتفرقَ شملنا وتجمعنا في الجنةِ كما جمعتنا الدنيا) 
يارفيق لن يحتلَ مكانكَ أحد،باقٍ في القلبِ متربعٌ في مكانتكَ المُعتادة،لن تزحزحكَ متغيراتُ الحياة ولامجرياتها مهما تكاثرَ زُملاءُ الجامعة أنتَ الافضلْ واحبكَ جداً 💘

الاثنين، 13 أبريل 2015

قاوم ياصديقي وأنا معك 🌸❤️

يكتبُ أحدهم:" أؤمنُ بأن البقاءَ للأقوى"،مِثلكَ أنا يارفيق،كثيراً ما نسقطُ ونتلاشى في الفراغ،ولكن رُغماً عن كُلِ الإنهياراتِ التي مررنا بها نبقى متماسكين،لاتَهزنا الأقاويل،ولاتزعزعُ همتنا تقلباتُ الحياة،نُقاتلُ لأجلِ أحلامنا،وإن كلفنا ذاكَ الكثير، في حقيقةِ الأمرِ لربما نحنُ لانتوقف!
نحققُ انتصاراً ونحلمُ بـ آخر،يُسلبُ منا حُلمٌ ونبني آخر،ومن منظوري الشخصي هؤلاءِ المُكافحون اللذينَ يجاهدونَ لأجلِ انتصاراتهم ؛هُم صفوةُ الأمم وأساسُ ثباتها،يارفيق ترفعَ عن كُل المثبطينَ،تزود بجرعاتِ الصبر،وتذكر أنهُ لن يبقى في معركةِ الأحلامِ إلا من يستحق، وتيقن أنكَ بعدَ فترةٍ زمنية ستتحدثُ أفعالك عوضاً عنك،ستقفُ يوماً على المنصة وتفخرُ بحلمك وانجازكَ معاً،أنا أثقُ بقدرتنا،سنصلُ ونلتقي عندَ خطِ الإنتصار
وكما يقال "قاوم لأنكَ أنتَ روحُ هذا العالمْ "
قاوم ياصديقي وأنا معك🌸

الأحد، 5 أبريل 2015

قف من جديد يآرفيق❤️

يارفيق
قِف من جديدِ، أنا أعلمُ كميةَ الحزنِ التي أودت ببسمتك،وقتلت حبكَ للحياة،وجعلتكَ من المتسولينَ على قارعةِ الطريق،تتمنى لو أن أحداً من المارةِ يتصدقُ عليكَ ببعضٍ من الفرحِ والسعادة، أنا لا أريدُ أن أرى وجهكَ المكفهرَ البائس الممتلئ بعلاماتِ الشيب وكأنكَ أصبحتَ بعمِرِ الشيخوخة،أما علمتَ أن هذا الكونَ لن يقفَ لأجلك؟
وأنكَ إن بقيتَ كالمعتوهُ سيتدهورُ حالكَ لأسوأ مما أنتَ عليهِ الآن؟
إننا خُلقنا من أجل الكفاح، الحياةُ التي أنتَ مُبتئسٌ منها اليومْ تسقطنآ مراتٍ عديدة،وتمنحنا الفرصةَ لكي نقف.
نقف فنحقق إنجازاً أعمقَ من سابقهِ وأفضلَ من ذاكَ الذي توشحنآ الحُزنَ لأجله..
أعلمُ أنكَ ستقولُ سهلٌ عليكَ أن تدون هذهِ الحروف صعبٌ عليكَ أن تُطبِقَها!
ولكن يارفيق لقد غرقنا ونجونا مراراً،لقد تمزقناَ وفقدنا صلابتنا طويلاً،أخفقنا حدَ البعثرة، نزفنا الحُزنَ كثيراً،ولكنَ أملنا بالله لم ولن يموت،وحدهُ ضمدنآ،وأمطرنآ،وأغاثنا وحدهُ الله منحنا اللهفةَ التي تجعلنا نكمل وحدهُ عَمّرنآ وأعادنا من جديدْ،كن معهُ سيرممكَ يارفيق ! 

 ستعلمكَ الحياةُ معنى الكفاحْ حينَ تُسقطُكَ مراراً على ركبتيك،حينَ تغتالُ حلماً صغيراً كان يترعرعُ في قلبكَ،
هذهِ الحياةُ عادلةٌ معَ الأذكياء،اللذينَ يستبدلونَ لحظةَ الضعفِ بالقوة،للذينَ لايستسلمونَ للفشل،واللذينَ يغامرونَ في الحياةِ بُغيةَ تحقيقِ مناهم..
لاتدع هفهفاتِ الريحِ تُهزُ عزيمتك،تذكر أنكَ بمرورِ السنوات ستصبحُ شخصاً عظيماً،كُل تلكَ الخيباتِ التي أوقعت بك أصبحتَ مألوفةً وعادية تمرُ عليكَ مرورَ الكرامِ دونَ أن تسقطكَ كما المرةِ الأولى 

ستلقنكَ الحياةُ دروساً عدة،وستخرجُ من رحمها كشيءٍ عظيم،يتذكرهُ العالم،هذهِ المُضغةُ اجعلها تسيرُ على نهجٍ ثابت

كُن قوياً يارفيق
امسح دمعكَ
قفْ 
هيا ابتسم  

نعم هكذا أفضل  :) 


-هَديل مُحمد 🌸

الخميس، 5 مارس 2015

نَحتاجُ لطبِ العقول كما نحتاجُ لطبِ الجسد

إن هذا التسارعَ التِقنيّ باتَ كاللصِ الذي ينهبُ أوقاتنا وينهشُ عقولنا وفوقَ كل هذا يحـرمنا من مُتعٍ أكثرَ لذةً وأعمقَ تغذيةً للفكر،
أما آنَ الأوانُ لتمحيصِ أفعالنا وتصرفاتنا وأن نتفكرَ في الأيامِ التي تمضي من عمرنا هدراً؟دونما علمٍ يروي ظمأ عقولنا! 

نحتاجُ لطبِ العقولِ كما حاجتنا لطبِ الجسد.
مهما أوصلتكَ نفسكَ لأعلى المناصب؛تأكد أنكَ دونَ ثقافةٍ كالطبلِ الفارغ.
 
أشفقُ على حالِ من يفتخرُ بأنهُ لايقرأ، لأنهُ فقدَ مُتعةَ الغوصِ في عالمٍ مختلف ،مُخضبٍ بالجمال ينقلكَ من صخبِ هذه الحياة لتعيشَ بمفردك وسطَ الأسطرِ وتتنقلَ مابينَ الحروف،إن هذهِ اللهفةَ لاتتولد بمحضِ الصدف وإنما هي إرادةٌ ذاتية لدفعِ نفسكَ للأمامِ دوماً ،
إنني لا أخفي سراً أنَ للقراءةِ فضلاً كبيراً علي،لقد غيرت مسار حياتي جذرياً وأصبحتُ حيةً فكرياً أكثر بكثيرٍ مما مضى،لقد أدركتُ فعلاً أن المطالعة بقصد كسبِ المعرفةِ والتعلم نعمةٌ من نعمِ الله قال تعالى (.. وعلمكَ مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليكَ عظيما ) إذا كنتَ تستشعرُ حقاً هذهِ النعمه فقل الحمدُلله حتى تدوم،

هل جربتَ مثلي أن تعيشَ في أحداثِ النكبةِ الفلسطينة؟ وأن تتوغلَ في أحداثِ الحربِ العالمية؟ نعم إنها القراءةَ هي من تهبكَ كل ذلك وأنتَ في مقعدك لتعيشَ مغامراتٍ شتى وتزورَ بلدانٍ أخرى وتتعرفَ على حضاراتٍ انقرضت !
جميعنا نجتمعُ تحتَ بندٍ واحد أننا بشر،وجميعنا قادرونَ بطريقةٍ أو بأخرى أن نروضَ أرواحنا ونربي عقولنا كما يجب بالطريقةِ المثلى!  

من المؤسفِ أن تموتَ فينا اللهفةُ لتحصيلِ المعلومةِ من الكتاب،متهمينَهُ بأنهُ مصدرُ ضجر وسجنٌ مقفر،

في حينِ زيارتي لعُرسِ الثقافة،ذلك الحدثُ السنويُّ المنتظر لدى جوعى الحرف،أذكرُ أنني وقفتُ مذهولةً أمامَ مشهدٍ -لعلهُ يُلخصُ كميةَ الأسى التي في قلبي اتجاهَ جيلنا اليوم-
كانَ شيخاً طاعناً في السن يحملُ قائمتهُ وعربةَ تسوقهِ الخاصةَ بالكتب يجولُ في كلِ ركنٍ ويمحصُ الكتب بعناية، من أتى بهِ ياترى؟
نعم هذهِ هي اللهفةُ التي يفتقرُ إليها جلينا اليوم 
كما يقول الدكتور وليد فتحي:
الكلمة التي استحقت أن تكونَ أول كلمات السماء للأرض في أول لقاء بين رسول السماء برسول الأرض!
إنها كلمة"اقرأ" فإن لم نطع أول أمر،ولم نطبق أول فرض نزل بهِ القرآن فهل لنهضة هذه الأمةِ من سبيل ؟

لكلِ من يقرأ، هذهِ رسالةٌ أعظُ بها نفسي قبل الجميع،جرب أن تفتحَ كتاب، تقرأ سطوراً بسيطه،دعْ هدفكَ الأولَ والأخير أن تحصلَ على فائدةٍ منه،لعلك تشعرُ بالملل للوهلةِ الاولى ولكن تيقنَ من أن مستواكَ في القراءةِ سيتقدم يوماً بعد الآخر إن ناضلتَ لطلبِ المعرفة، وسوفَ ترى كيفَ أنك ستقضي ساعاتٍ لتقرأ دونَ أن تشعر بمرورهاأضعفُ الإيمانِ أن نخصص يوماً من أيامِ الأسبوعِ لنقومَ بهذهِ المهمة،
 احذر من أن تقرأ فقط ليقالَ عنكَ قارئ ومثقف،تفحصْ نيتكَ الداخليه
أخلص من العمق 

و لتعلم أنهُ في خِضَّمِ خوضكَ في غمارَ هذهِ الحياة؛ستحمدُ الله مراراً أنْ وفقكَ للقراءةِ يوماً وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو فضلٍ عظيم. 


نسأل الله أن لايفقدنا شغفَ السعي لكلِ ما فيهِ صلاحٌ لنا،وأن ينفعَ بنا الأمة 

-هَديل مُحـمد💗

الاثنين، 16 فبراير 2015

أُيهآ الحلمُ الجميل لكَ منيَّ السلامُ والحب الكثير

حلمي الجميلُ الذي يترعرعُ في ذآگرتي 

أحبُه رُغٓمٓ فقرِ زادهِ وكثرةِ حُسادهِ ! 

أنآ لآ أزالُ صغيرْةً ، أنتمي للخيآل ! 

كيفٓ لي أن أَجِدَ لهُ موطناً آمن ، 
ينضحُ عليهِ بالحنانِ 
يتربى تحتَ ظلهِ في هدوءٍ ودونمآ مقارنه ! 

أسقيهِ تريآقَ الأَمل ، 
وتارةً أُطْعِمُهُ من كعكِ التفاؤل ! 

يَگبُر أمآمَ عينيّ رغماً عن أنفِ من أَذاقهُ من عُلقمِ اليأس ، 
 
أحبهُ لأنَ لهُ رئةٌ خاصه تَجلبُ أگسجيناً لايعرفُ فصلَ الإختناق 

يغفو مطمئناً على ترتيبِ أولوياتهِ 

أذكرُ أنهُ ذكرَ لي بعضاًمن هرطقةِ الليلةِ الماضية حين قال :
مختلفٌ عن أي فصيلةٍ من الأحلامِ الناميةِ أنا 
مازلتُ على قيدِ الحياة ، مازلتُ أَكبرُ بإصرارك عليّ
صحيحٌ أننآ نحنُ الإثنانِ نُكملُ بعضنا اللبعض 
ولكنْ تذكر أن دورُ البطولةِ يَقَعُ على عاتِقك ،
وأنتَ إن استسلمتَ ؛ اندثرتُ  انا 
 أحتاجُ ودقاً من التحدي ينبعُ من روحك
وتذكر أنك 
لستَ إلا مُفارقاً تبتغي طيبَ الأثر ! 

كانَ حديثاً ولدَ فيّ نوعاً نادراً من التحدي ،
ولكنَني أتسآئل كيفَ سأتكيفُ لـ أُلآئمَ  طلباتهُ  

من الواضحِ جداً أن منظوميةَ تفكيريَّ الذهنيِّ حالياً سوفَ تكونُ
گ  قُنبلةٍ سـ تُدٓمِرُ كافةَ المُخططات التي بنآهآ وفقاً لـ تأمُلهِ الكبيرِ بي !
بالتأكيدَ أنآ الآنَ أملكُ خياراً واحداً وهو مباشرةُ عمليةِ التغيرِ الحذري بالأخرى غسيل المُخِ من كُلِ براثنِ الأفكارِ السوداويةِ التي حَقنهآ البشرُ في ذاكرتي ! 

منذُ أن استفقتُ على هذهِ الحياةِ إلى اليوم ؛يعتَبرُ هذا الأمرُ إحدى أَصعبِ التحدياتِ التي خُضتُ   غِمآرهآ 
فـ منَ المؤسفِ جداً أن ترى ذاكرتكَ تَحتفظُ بـ تفاهاتِ البشرِ المُثَبطة بل تنصاعُ  خلفهآ حيناً  عموماً كانَ ماضٍ أخرق
اتفقتُ مع  حُلمي أن  لا اذكرَ تفاصِيلهُ مُجدداً  

حسناً لٌ نَعودَ للجدية ،
أَستغربُ من ذاتيّ التي تتهربُ من  نسيانِ  الماضي وأَمقتُ هذا الشعُورَ  الشنيع ،وانا لا أنكر أنني مستآءٌ مني وعليَّ ،ففي غالبِ الأوقاتِ  أعيشُ في عُزلةٍ لايفهمها سواي

الأسوء من هذا وذاكَ أشعر أن في داخلي عدةَ  أشخاص الأولُ  يعيشُ بتفآؤلٍ مستمر يگتبُ بحرية ويعشقُ التحديّ والمغامره 
والثآني يطمسُ ذآكرتهُ بالماضي  
فـ ي ت ب ع ث ر 
أما الثالث مزاجيٌ ، عنيد ، لايبالي بـ البشر ! 

كُل هذهِ الأمورِ التي غفت عنها ذاكرتي
تحتآجُ لـ علاجٍ مُستعجل وبعضُها إباده ! 

ولم أَجد علاجاً شافياً يضمدُ هذا الجُرحَ الغآئر 
گ القرآن واتباعِ ماجاءَ بهِ النهجُ الرباني 

قالَ لي ذاتَ مرةٍ أحدُ الصآلحينْ: 
لن تجدَ أحن عليك من الله 
كُن صديقاً للقرآنِ ثمَ لآ أَحد 

من ينتشلكَ  سواهُ ان سقطت 
من يدلكَ إن تُهت !
هو الرحيمُ ، هو مُدَبِرُ خطآك 
ملاذكَ الدآئم سرَّ حالكَ أم ساء 
إنهُ الله ، 
وكنتُ استشعرُ فضلهُ في البركةِ التي أرهآ في وقتي 

بواقعِ الحآل يلزمني اليقينُ بأنني سـأختلف،
الإيمانُ بـ قدارتيّ ، ترتيبُ أولوياتي،وإهمالُ  نظرةِ البشرية  نحوي،

قد تَكونُ اموراً بسيطةً بوحهةِ نظرِ البعض 
ولگنهآ التحدي الأقوى في هذه المنافسه بل الحجرُ الأساس !

حينمآ سـ أتفقُ مع متطلباتِ  حُلمي 
سـ أنشدُ الواقعَ بـگُلِ خُطاً واثقة 

لن يستطيعَ أحدهم سلبَ حُلمي 
فـ من الآن فـ صاعداً سـ أستمع لـكلُ مآ يُهمنيَّ وحسب !
أمآ تلك الروايآت التي تتهموننا بها عبثاً نيةَ أن تثبطوا من عَزيمتنآ
 انسوهآ فـ سأعتبرُهآ رواياتٍ مُترجمةً بلُغةٍ لآ أفقههآ 

سأمضي وخياريَّ الأمل ، 


أُيهآ الحلمُ الجميل لكَ منيَّ السلامُ والحب  الكثير 

وبـ ملء الشعور لكَ الحمدُ يالله 💓 

گُتب بالحب 

صبآحُ السابعِ عشرَ من شباط ٢٠١٥
الحاديةَ عشر وصلاثُ وخمسونَ دقيقة أمل !

 
#فيض