ولأنَ الله يُديمُ نِعمَ الحامدين؛ الحمدُلله على نعمةِ وجودكما في حياتي، كـ نفحِ الياسمين حديثكِ ياجدتي، كـ لونِ الحياةِ وجهكَ يا جدي، لا أعتقدُ بأن حروفَ اللغةِ ستتمكن من وصفِ قربكم مني، أو تحليلِ موقعكم في صدري، حبكم يتنامى في صدري منذُ أن وُجِدتُ على هذا الكون، باللهِ كيفَ أنسى ترعرعي بينكما؟كيفَ أنسى مشاكستي التي لطالما وبختماني كثيراً عليها؟ كيفَ لي أن أنسى نصفَ عمري!
حفيدتكم الكبرى كبرت كثيراً، ولكن !
حضنُكِ ياجدتي لازالَ هو المرتعَ الذي أحتمي فيهِ من فجائعِ الحياة، دعواتكِ الدائمة لي طوقٌ لا أستغني عنه، أذكرُ سهركِ معي في أوقاتِ مرضي، بقاءكِ بجانبي حتى الصباح شيءٌ لايختفي من ذاكرتي، ابتسامتك وفرحك لأجلي أفخرُ بهِ كثيراً، تحفيزكِ سندٌ لحلمي، كلُ شيءٍ فيك يختلفُ عنهم جميعاً، سأتوقف !
حرفي لن يوفي والله يتعثرُ في وصفك وتعدادِ فضائلكِ عليّ، ياحبيبةَ الفؤادِ أنتي💗
جدي، ماذا أقولَ فيكَ أيها الشهم المغوارُ المقاتلُ في ساحةِ الحياة، أنا أذكرُ كلَ تلكَ اللُعبِ التي تحرصُ على الإتيانِ بها فورَ عودتك من السوق، أذكر كل أصنافِ الحلوى والمُثلجاتِ التي كنتَ لا تنساها في عزِ انشغالكَ، أذكرُ تعابيرَ وجهكَ حينَ تقبلُ علينا محملاً بكلِ تلكَ المؤونةِ من السوق، وبختني مراراً حينَما أأخذ الكثيرَ من الحلوى دونَ أن أقاسمَ أختي أو ابنَ خالي بحكمِ أنني الكبرى فيهم، لطالما ما كنتُ أسابقُ دوماً لأحظى بأفخرِ اللعبِ وأفضلها -لا أعلمُ هل هي أنانيةٌ مني أم هوَ تعودي على فكرةِ" المدللةِ الوحيدة للعائلة"-، لابأس المهم أنني حظيتُ بقسطٍ وافرٍ من الدلالِ آن ذاك، جدي اتذكر حينَ نتسابقُ لحضنك؟ حينَ نتجمعُ في حلقةٍ لتسردَ لنا قصصَ كفاحك، وتبطلَ تلكَ الخرفاتْ التي تخيفنا، علمتنا حُبَ الحياة، وحبَ الكفاح، ومعنى النضال.
الله أعلمُ بذاكَ الشعورُ الذي اجتاحني لحظةَ مرضك، اللهُ يراني حينَ كنتُ أركضُ والدموعُ تنهمرُ وأصرخُ دونَ وعيّ "جدي، جدي، جدي ...."، لا اعتراضَ على القدر، الحمدُلله الذي أعادكَ لنا سالماً، ابتسامتك مازالت تبعثُ فيّ حياة، تُعيدُ لي الكثيرَ من الذكريات، لازلتَ وستبقى جدي الذي أفخرُ بهِ أينما وجدت، اللهُ أعلمُ بحجمِ فقدي لحديثكَ اللذيذ، إنني وبقدرِ ما ملكتُ من قوةٍ أحاولُ أن أسعدك، أن أَبرّ بكَ كما ربيتني صغيرةً، أنا وكما قلتُ سلفاً لن أوفيكَ حقاً لن أوفيكَ أيها المتربعُ في صدري كالملك💗،
جدي، جدتي أعتذرُ لكما وان كنتما لاتستطيعانِ القراءةِ الآن، أعتذرُ عن عدمِ مقدرتي في وصفِ قربكما، أعتذرُ عن كلِ التعبِ الذي ولدتهُ لكما مشاكستي.
لو أن هذا الوقتَ يكفي لقضيتُ ما تبقى من العمرَ في معكما، لقضيتهُ في رسمِ البهجةِ على قلبيكما
وعن وجهِكما الذي يشبهُ الجنة، وعن حضنكما الكوثريّ أعجزُ عن شكركَ يالله🌸
أسأل الله أن لايجعلني أعيشُ عمراً دونكما، ستبقيانَ ذاك الحبَ الذي يرتفعُ على هيئةِ دعاءٍ كل ليلة، أمدّ اللهُ في عمركما، وجعلني بذرةَ فرحٍ تنمو فيكما فتزهرُ ربيعاً أخضر.
جدي وجدتي، حفيدتكم تحبكم جداً
#كتبَ بالدمع
هديل مُحمد ،
💗
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق