إلى صديقِ المدرسة؛
أنهيتُ أول فصلينَ من حياتي الجامعية،وفي كل فصل نتعرفُ على وجوهٍ جديدة،منذُ دخولي لهذهِ الحياة تعمقت في ذهني فكرةُ أن "زُملاءَ الجامعةِ عابرون"،أنا لا أعني أنهم سيئون،ولكنني حسب ما عايشتُ هم يتساقطونُ ويتبدلونَ لربما في كل فصلٍ أكاديمي؛ تبقت منهم الأقليةُ الطفيفةُ ولهم في القلبِ مكانة لطيفة،لكنني كما أسلفت يبقى صديقُ المدرسةِ مختلف، كيفَ ننساهُ ؟في اعتقادي أنهُ أمرٌ محال، قضينا مع بعضنا البعضَ وقتاً طويلاً،نمرح في وقتِ الفراغ،مكافحونَ في وقتِ الجد،نُقاتلُ معاً لأجلِ أحلامنا،نُسِرُ لبعضنا البعضَ قصصنا وأسرارنا،نتهامسُ بمعظمِ الأمنيات،أحببنا الجلوسَ بجانبِ بعضنا في القاعةِ الصفية،لطالما فضلنا المساكشةَ في بعضِ الحصص المُملة، ولطالما أحببنا النِقاشَ عن الأوضاعِ الإقتصادية في حصصِ الدراساتِ الإجتماعية،وتنافسنا في حصص الرياضيات، ووقفنا لنثبتَ أيٌ منا الأصحُ رأيا في حصص التربيةِ الأسلامية،ولا أنسى الصراعَ في حصصِ الفيزياء والكيمياء،نكتبُ في القُصاصاتِ كثيراً تعبيراً عن أشياءَ كثيرةٍ كانت خاصةً بنا وحدنا،نتعلمُ من أخطاءِ بعضنا،يَشدُ كلٌ منا يدَ الآخرِ حينَ يسقط، نُقاومُ ظاهراً،ونبكي معاً في خلوتنا بأنفسنا،جاهدنا للعيشِ مع كائناتٍ تقطرُ حسداًً،يارفيقْ أتذكرُ حينَ حاولوا رَدمنا بحديثهم؟أتذكرُ حينَ حاولوا اسقاطَ طموحنا؟أتذكرُ حينَ قللوا من قَدرنا؟
واللهِ إنني أذكرُ كلَ لحظةٍ كانَ يُساءُ لنا فيها،نتغافلُ عنهم مُقتنعينَ بـ" عش حياتك فالأفواهُ لن تخرس"، وبقينا رُغماً عن أنفهم صامدينَ لايهزُ عزيمتنا قولٌ مهترئ،كُنا ندعوا الله كثيراً أن يحقق أمانينا حتى بفضلهِ تحققت،وخَرستْ أفواههم !
كيفَ تُنسى كُل تلكَ اللحظاتِ الحلوةِ والمُرة أخبروني كيفَ تنسى كُل تلكَ الساعاتِ ؟ لم يستطيعَ النسيانُ أن يتلصص عليها مهما حصل !
سَلمنا لحقيقةِ اختلافِ الميول،ساعدنا بعضنا بعضاً على الإختيار،حتى باتَ كلٌ منا في المكانِ الذي يجدُ الله لهُ فيهِ الخيرَ الكثير،حيثُ طموحُالصغرِ الجميل، فرحينَ بما أعطانا،غيرَ مُهتمينَ لطولِ المسافات ولا فقرِ اللقاء،ولأنَ الله يُحبنا أصبحنا نلتقي بينَ فترةٍ وأخرى،ممتنينَ للأقدارِ الجميلةِ واللطيفةِ حينها.
رفيقُ المدرسة،رفيقُ العُمرِ بالأحرى هوَ فقط من يستمعُ لكلِ التفاصيلِ الصغيرةُ ولايملُ منها، هو فقط من أحادثهُ بكلِ شفافيةٍ ويفهمني دونَ أن اسهبَ في الشرح،يبقى الوفيّ والقريب !
هكذا هم أصدقاءُ المدرسة،لُطفاءُ بسطاء يلبونَ النداء حينَ تستغيث..
والدعاءُ الدائمُ المُعشعشُ في صدري (يالله يامجيبَ الدعواتِ أسألكَ أن لاتفرقَ شملنا وتجمعنا في الجنةِ كما جمعتنا الدنيا)
يارفيق لن يحتلَ مكانكَ أحد،باقٍ في القلبِ متربعٌ في مكانتكَ المُعتادة،لن تزحزحكَ متغيراتُ الحياة ولامجرياتها مهما تكاثرَ زُملاءُ الجامعة أنتَ الافضلْ واحبكَ جداً 💘

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق