السبت، 17 أكتوبر 2015

جِهادُ طالب هندسة (الجُزء الأول)

لم أكن أعلمُ أن الوقتَ سيتقاذفني بهذهِ الطريقةِ البشعة، ويبعدني عن حُضنِ مُذاكراتي، لم أكن أعي أن الضغطَ الجامعيُّ سيخترقُ جدولي الخاص ويبَعثرُه.

الألمُ هوَ أكثرُ الأشياءِ التي تُربي فينا الصبرَ وتضاعفُ جرعتي، وأظن بأن الأسبوع الفائت هو أقسى ما مَرَّ عليّ في تاريخِ حياتي الدراسية وعليّ أن أدونهُ لأنني أعلمُ أنني سأواجهُ الأعظمَ جهاداً مُستقبلا.

الأسبوع الذي لم يكفَ عن ضربي بمتطلباتهِ إلى آخرِ ساعةٍ من آخرِ محاضرة. 
أذكرُ أنني تتهدتُ بعمق بعدَ تسليمِ ورقةِ اختبارِ الفيزياءِ الذي أنهكني وأبى إلا أن يستنزفَ كُل قوايّ يومَ اختبارهِ.

أحمدُ الله لأن منحني قوةَ الصبرِ في أحلكِ الاوقاتِ وأثقلها عليّ، قوةَ جذورِ شجرةِ الزيتونِ في القدس، وأزهرني في نهايتهِ خضراءَ مُتفتحه عائدة لحضنِ أمي بتوردٍ وبهجة. 



أنا لا أتذمر، ولا أُفكرُ في هذا حتى
العلمُ جهاد على أيةِ حال، كيفَ لا وهو سبيلٌ يوصلنا للجنة، لاضيرَ في ذلكَ البتة إنني أجاهدُ لها، وثمنها غالٍ وعليّ أن أبذل لأجني. 
الله وحدهُ سيوصلنا لأحلامنا، يوصلنا لنعمرَ ونبني، أنى نخافُ من هولِ المصاعبِ وكثرةِ الحُفر ونحنُ في كنفِ الله؟ أنى نضيعُ ونحنُ نمشي بهديهِ ونوره؟ 

أي عزيزي الواقفُ في مُنتصفِ الطريق، جالب البؤسِ لنفسكَ في حينِ أنكَ قادرٌ على إكمالِ المسيرِ   بكلِ قوة، سيدنا نُوحُ أغرقَ الكرةَ الأرضية بدعاءٍ واحد " ربِ إني مغلوبٌ فانتصر"، تمعن معي في عَظمةِ الاستنصارِ بالله، وثقةِ الاحتماءِ بهِ وحده، قُل لي بعدَ هذا كيفَ غفلتَ عن ربٍ رحيم يغفرُ زلتكَ ويُرتبُ بعثرتك وينجيكَ؟
دعني ألطمكَ لتستفيق، دعني أهزَ رأسكَ علَّ هذا البؤسَ يسقُط من على رأسك وأدعسهُ بقدمي. 

حاشاهُ أن يخذلكَ أو أن يدعكَ تُحاربُ دونَ سيف، الله سَندكَ وقوتك حينَ تهّدُ عزيمتكَ الظروف، وترهقكَ الطُرق الوعرة، سيمسحُ على رأسِ أحلامك ويعوضك، توكل وَقُم.

مساءُ الجمعة 
- هَديلُ بنتُ محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق