أمشي في الطريق، أقلبُ عينايّ في الإسفلتِ متجاهلةً ضجيجَ المارةِ وصخبَّ الشوارع، غير آبهةٍ لحرارةُ الشمس التي تلفحُ وجهي، أستمدُ قوتي من الأحلامِ !
كلما مشيتُ وتحسستُ طولَ الأمتار أنشدت للكليةِ في نفسي كما أفعل دائماً: " كأنكِ دربٌ بغيرِ انتهاء وإني خلقتُ لهذا السفر"
وأستمرُ طوالَ الطريقِ أتأملُ في طولِ المسافاتِ،
المسافاتُ التي تفصلنا بيننا وبينَ أحلامنا، بيننا وبينَ أحبتنا، مسافاتٌ لاتقاسُ بوحداتِ القياسِ التي لطالما حفظناها من دروسِ الرياضيات، لا !
الحنينِ واللهفه والشغف والإصرار هذهِ هي الوحدات
الدقيقةُ من وجهةِ نظري!
المسافاتُ قاسية ياصديقي، قاسيةٌ أكثر مما يجب!
كيفَ لها أن تذيقنا الطعمَ المرّ قبل الحُلو أخبرني؟
كيفَ لها أن تبعدَ عنا من نحبُ في أحلكِ الظروف؟
كيفَ لها أن تفصلني عن أحلامي وتجعلني أقاسي العثراتْ بمفردي في سبيلِ تحقيقِ أصغرِ الأحلام؟
لما لاتقصر حينَ فقط نشتاقُ ونتمنى اللقاء؟
لاتقل لي إن هذا من طبائعِ الأمور؛أنا أؤمن بأن كل شيءٍ سيأتي في موعدة، وأن الله سيرزقني إياهُ في اللحظةِ المناسبة لكنني لا أستطيعُ التغلبَ على الفطرةِ البشريةِ !
ان كنتَ لاتعلمُ الإجابةَ اصمت وطبطب على قلبي،هدئ من روعي إن رأيتني مصاباً بحمى الحنين، لاترهقني بكثرةِ السؤالِ عن حالي،لاتغرس خناجرَ الكلمِ التي تذكرني بهم،لاتعذنبي أكثز من ذلك أرجوك توقف!
خذ بيدي وذكرني دوماً أن نبقى على هذا الطريق، الطريقُ الذي يقودونا للجنةِ وحسب، دعنا نسألُ الله معاً الثبات عليهِ.
نعم أعني هناك حينَ نجتمعُ بلا فراق، ولاترهقنا المسافات!
ردد على مسامعي دوماً" اللهم زحامَ الجنةِ مع من نحب،اللهم أصدقاء حتى الظلالِ حتى الجنة"
لعلها تكونُ ساعةَ إجابة ونحنُ هناك حينَ نقولُ :
آمين ويالله استجب💗
هديل مُحمد