تفوزُ الرغبة الملحة بالكتابة رغم أنف الأعمال التي تصفعني من كل جانب، جئت في هذه الساعة تنسلُ الدقائق من بينِ عقارب ساعتي تستهزئ بي وتركلني لترميني في القوقعةِ التي أحب.
أعود لأتكورَ على نفسي غير آبهةٍ للوقتِ ولا للفترةِِ الزمنية؛ اللحظة التي أدركُ فيها أنني أنهكت نفسي بالتفكير أكثر مما يجب وأعمق من أن يُتخيل لتعودَ لي الصفعةُ ذاتها -التي في كل مرةٍ -تستجمعُ قواها لتعود إلى وجهي بطريقةٍ أشد ايذاءً.
أنا كائنٌ صغيرٌ على هذه البسيطة أمنياتهُ لا تكفُ عن ضربهِ ودفعهِ للأمامِ في نفس اللحظة، تُشقيني أحلامي العنيدة وتربكني اللحظاتُ السهلة لأني أُحب وعورةَ الطريقِ الذي أَعبر.
كأن تصحو على صوتِ المنبهِ القائل لكَ "المجدُ لاينال في الفراش ولاتحت الأغطية"، تنسلخُ من تعبكَ وجسدك المتآكل قائلاً :"حي على الحياة".
أستيقظُ على أكوامِ المحاضرات المتكدسة ألملمني من بينها، أُسرعُ لمحاضرةِ الثامنة وأتأمل مشهد المارينَ من حولي الساعين لأجلِ أحلامهم، وأتساءلُ في نفسي :
هل يفعلون ذلك بدافعِ الحُب كما أفعل؟.
أضمدني بالحُب كلما واجهتُ أصعب لحظاتِ حياتي، أتنهد بقوة المناضلينَ أتلو عليّ أيات السكينة.
لا يدخل السباقَ متكاسل. أي هذا الذي يسخرُ من جهدِ مكافحٍ يصارعُ ساعاتِ الليل ويستيقظُ فجراً تابعاً مجدهُ، يركلُ آلامهُ ويداوي جرحهُ بالصبرِ الجميل، يستنزفُ كفاحهُ كل جزءٍ منهُ؛ يختبئ في زاويةٍ ما من هذه الحياة يداري وجعهُ وجهادهُ وحدهُ، ينتظرُ اللحظة التي تتحدثُ فيها انتصارتهُ عوضاً عنهُ.
أعودُ لأحدثكَ عزيزي؛ صدقني أنت فقط من يجبُ أن تُصلحَ عطبَ عقلك، و تُكفَ عن استخفافكَ، هذا الذي تراهِ فارغاً يبني حلماً ويعمرُ مجداً؛ انتبهِ يا جبان.
عن جمالِ الأيامِ التي أعبرها وعن حزنها أيضاً، عن ضراوةِ ألمي ويقينيّ الدائم بعوضهِ اللذيذِ؛ أسألُ.
هل هناك أجملُ من أن تشعرَ بدفء رحمتهُ سُبحانهُ؟ أن تنهي اختباركَ الطويل منهدَّ القُوى وتمشي مسافة ليست بالقليلة تكوي جِلدكَ حرارةُ شمسِ الثانيةِ ظهراً، تُلقي بتعبكَ وكلكَ على سريركَ وتتنفسُ الصعداء، ترتسمُ علاماتُ الدهشةِ من لطف الله الذي يأتي على هيئة أصحاب. كيف لوردةٍ بيضاء أن تمتصَ تعبكَ الشديدَ وتبدلهُ ربيعاً في قلبكَ ومهرجانَ فرح؟ لكَ الحمدُ من جوفِ قلبي إلى أبعدِ سماء.
لا نريدُ إلاكَ مداوياً ورحيماً، مطبطباً وحبيباً، علمنا كيف نسترجعُ أنفسنا حين نغترب عنها في لحظةِ ضعف، علمنا قراءة الخيرِ في تفاصيلِ أيامنا، علمنا ألا نتعلق بذكرى قديمة كلما مرت بخاطرنا أقمنا مأتم حزن و رثاء.
يا ربّ المتعبينَ؛ عمّرنا بالإخلاص وأبدل لظى حرقتنا بغيثٍ يهبط برداً وسلاماً علينا، نصلي لك راجينَ سعةً في صدورنا وفينا، خالقُ المعجزاتِ، يا صاحب الفتحِ الأعظم.. يا ألله.
عظيمٌ أنت تفعلي كلّ شيءٍ بدافع الحُبِّ يا هديل. أُحبُّكِ مُجاهدةً، مناضلة.
ردحذفآه تنهيدةُ فرحٍ بقدومكِ آسيا هُنا، الحُب يولدُ الإنجاز، ونُحبكِ يا طُهر ❤️
حذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف