هذهِ المشاغل التي لاتعدْ،التي تُلقى على عاتقنا وتتكاثرُ يومياً، أعتقدُ أن التدوينَ هو الحلُ الوحيدُ للهروبِ منها، بل هو الدواءُ الأمثل.
أُقلبُ عينايّ في السقفِ المُشبعِ بالبياض، أفكاري تتضاربُ، أصابُ بالصداع ثُمَ يغتالني الأرق، فأضلُ أتخبطُ في أزقةِ الكوابيس والأوهام !
هكذا بِتُ منذُ أسبوعٍ تقريباً، اليومَ بالذات قررت أن لا أمنحَ السلطةَ لأفكاري كما جرت العادة، اليومَ فقط استفقتُ من كابوسٍ غريب، نعم قررت الدخولَ في الحلبة لأقاتلَ الأفكارَ السوداء، كنتُ اردد في ذهني، أينَ أنا؟ كيفَ أرممني؟ كيفَ أنتشلني من هذهِ الحفرة؟
تُثقلني الحياة بتكاليفها، نكبرُ كل يومٍ فيتضاعفُ الحمل أكثر، بل تجعلنا نتحملُ مايفوقُ عمرنا الأصلي، شعورُ المثاليةِ لايدوم، مررتُ بأوقاتٍ تمنيتُ لو أنني أتكورُ على نفسي لأبتعدَ عن صَخبِ الحياة والحديثِ المهترئ، تلاشيتُ في الفراغِ كـ رذاذِ العطرِ، تضائلتُ مراراً، هذا الشعورُ قاسٍ صحيح؟
كثيراً ما حاولتُ انتشالَ أفكاري الإيجابية من ذاك المستنقع، وللأسفِ في كل مرةٍ كنت أُخفق وأتلطخُ بوحلِ الفشل، أنا في حقيقةِ الأمر بِتُ مذهولةٌ من هذهِ القوى الخارقه التي سَلختني مني، تساءلتُ طويلا لما لم أقاتل وحشَ الخوفِ والقلق؟ كيفَ تركتُ لهُ الحريةَ ليستغلها في هزمي؟ لما كنتُ ساذجةً وسخيفةً للحدِ الذي أَصدمُ فيهِ نفسي بنفسي؟
على الأرجح تراكمَ الوجعِ، وتصحرَ أرضي، وجفافَ أغصاني هوَ السبب، أنهكني الوضعُ جسدياً، كنتُ ألزمُ الفراشَ هروباً من جدولي الشخصي الذي وضعتهُ، الغريبُ في الأمرِ أن شغفَي للقراءةِ هو كذلكَ أُصيبَ بوعكة، هذا الشغف الذي لم أتوقع أنهُ سيتاثر بأي هزةٍ قد تحدثُ في مُجرياتِ أيامي هو الآخرُ تغير، أصبحتُ ألحظُ أيضاً أن كتاباتي غَدتْ ركيكة !
هل حقاً هذا البُهتان الذي يغتالني مُرَوعٌ لهذا الحد؟
هذا ما كنتُ أعاتبُ بهِ نفسي قبل سويعاتٍ من الآن، ولربما هذا العتابُ وضعني في حالةِ استنفار، رفعتُ يديّ للسماء قائلةً " يارب لملم شتاتَ نفسي، صيرني كشجرةِ الصبارِ الصامدة "، أمسكتُ المصحفَ وأنا أشعرُ تماماً بحركةِ أفكاري، كلها كانت تحاولُ الخروجَ من ذاكَ المستنقعِ البشع، كُلُ المشاعرِ ترتبت بعدما تلوتُ قولهُ تعالى:﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ﴾، حاشاهُ تعالى أن يستثنيني من رحمته، اللهُ أكبرُ من غصةِ القلب، اللهُ أعظمُ من تلكَ الخيبةِ التي اُداريها،تنهدتُ عميقاً ثُمَ قُلت" اللهمّ لا اعتراض لك الحمد يامعطي لك الحمد يا آخذ لك الحمد ياقاسم الوجع, منك العقبى و منك الفرج"،
دقائقٌ معدودة فقط وشعرتُ بأنني أتجدد وأزهر، أعودُ إليّ بعدَ غُربة، أُطعِمُني بعدَ مَجاعة!
يالله عطاياكَ تُخجلنا، نستغفركَ من كُلِ يأس أحاطَ بنا وأنسانا رحمتك، مُؤمنةٌ بأنَ العوضَ الجميلَ منكَ وحدكَ آتٍ لا محالة 💛.
الآن تخلصتُ من حديثٍ كان يحومُ في رأسي ويثقله، صدق من قال "الفصحى تزيحُ عنا الكثير " 🌸،
