الاثنين، 20 أبريل 2015

شُعورُ المثاليةِ لايدوم

هذهِ المشاغل التي لاتعدْ،التي تُلقى على عاتقنا وتتكاثرُ يومياً، أعتقدُ أن التدوينَ هو الحلُ الوحيدُ للهروبِ منها، بل هو الدواءُ الأمثل.



أُقلبُ عينايّ في السقفِ المُشبعِ بالبياض، أفكاري تتضاربُ، أصابُ بالصداع ثُمَ يغتالني الأرق، فأضلُ أتخبطُ في أزقةِ الكوابيس والأوهام ! 
هكذا بِتُ منذُ أسبوعٍ تقريباً، اليومَ بالذات قررت أن لا أمنحَ السلطةَ لأفكاري كما جرت العادة، اليومَ فقط استفقتُ من كابوسٍ غريب، نعم قررت الدخولَ في الحلبة لأقاتلَ الأفكارَ السوداء، كنتُ اردد في ذهني، أينَ أنا؟ كيفَ أرممني؟ كيفَ أنتشلني من هذهِ الحفرة؟ 
 
تُثقلني الحياة بتكاليفها، نكبرُ كل يومٍ فيتضاعفُ الحمل أكثر، بل تجعلنا نتحملُ مايفوقُ عمرنا الأصلي، شعورُ المثاليةِ لايدوم، مررتُ بأوقاتٍ تمنيتُ لو أنني أتكورُ على نفسي لأبتعدَ عن صَخبِ الحياة والحديثِ المهترئ، تلاشيتُ في الفراغِ كـ رذاذِ العطرِ، تضائلتُ مراراً، هذا الشعورُ قاسٍ صحيح؟

كثيراً ما حاولتُ انتشالَ أفكاري الإيجابية من ذاك المستنقع، وللأسفِ في كل مرةٍ كنت أُخفق وأتلطخُ بوحلِ الفشل، أنا في حقيقةِ الأمر بِتُ مذهولةٌ من هذهِ القوى الخارقه التي سَلختني مني، تساءلتُ طويلا لما لم أقاتل وحشَ الخوفِ والقلق؟ كيفَ تركتُ لهُ الحريةَ ليستغلها في هزمي؟ لما كنتُ ساذجةً وسخيفةً للحدِ الذي أَصدمُ فيهِ نفسي بنفسي؟ 

على الأرجح تراكمَ الوجعِ، وتصحرَ أرضي، وجفافَ أغصاني هوَ السبب، أنهكني الوضعُ جسدياً، كنتُ ألزمُ الفراشَ هروباً من جدولي الشخصي الذي وضعتهُ، الغريبُ في الأمرِ أن شغفَي للقراءةِ هو كذلكَ أُصيبَ بوعكة، هذا الشغف الذي لم أتوقع أنهُ سيتاثر بأي هزةٍ قد تحدثُ في مُجرياتِ أيامي هو الآخرُ تغير، أصبحتُ ألحظُ أيضاً أن كتاباتي غَدتْ ركيكة ! 
هل حقاً هذا البُهتان الذي يغتالني مُرَوعٌ لهذا الحد؟ 

هذا ما كنتُ أعاتبُ بهِ نفسي قبل سويعاتٍ من الآن، ولربما هذا العتابُ وضعني في حالةِ استنفار، رفعتُ يديّ للسماء قائلةً " يارب لملم شتاتَ نفسي، صيرني كشجرةِ الصبارِ الصامدة "، أمسكتُ المصحفَ وأنا أشعرُ تماماً بحركةِ أفكاري، كلها كانت تحاولُ الخروجَ من ذاكَ المستنقعِ البشع، كُلُ المشاعرِ ترتبت بعدما تلوتُ قولهُ تعالى:﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ﴾، حاشاهُ تعالى أن يستثنيني من رحمته، اللهُ أكبرُ من غصةِ القلب، اللهُ أعظمُ من تلكَ الخيبةِ التي اُداريها،تنهدتُ عميقاً ثُمَ  قُلت" اللهمّ لا اعتراض لك الحمد يامعطي لك الحمد يا آخذ لك الحمد ياقاسم الوجع, منك العقبى و منك الفرج"، 
دقائقٌ معدودة فقط وشعرتُ بأنني أتجدد وأزهر، أعودُ إليّ بعدَ غُربة، أُطعِمُني بعدَ مَجاعة! 
يالله عطاياكَ تُخجلنا، نستغفركَ من كُلِ يأس أحاطَ بنا وأنسانا رحمتك، مُؤمنةٌ بأنَ العوضَ الجميلَ منكَ وحدكَ آتٍ لا محالة 💛. 
الآن تخلصتُ من حديثٍ كان يحومُ في رأسي ويثقله، صدق من قال "الفصحى تزيحُ عنا الكثير " 🌸،

الثلاثاء، 14 أبريل 2015

إلى صديقِ المدرسة❤️


إلى صديقِ المدرسة؛

أنهيتُ أول فصلينَ من حياتي الجامعية،وفي كل فصل نتعرفُ على وجوهٍ جديدة،منذُ دخولي لهذهِ الحياة تعمقت في ذهني فكرةُ أن "زُملاءَ الجامعةِ عابرون"،أنا لا أعني أنهم سيئون،ولكنني حسب ما عايشتُ هم يتساقطونُ ويتبدلونَ لربما في كل فصلٍ أكاديمي؛ تبقت منهم الأقليةُ الطفيفةُ ولهم في القلبِ مكانة لطيفة،لكنني كما أسلفت يبقى صديقُ المدرسةِ مختلف، كيفَ ننساهُ ؟في اعتقادي أنهُ أمرٌ  محال، قضينا مع بعضنا البعضَ وقتاً طويلاً،نمرح في وقتِ الفراغ،مكافحونَ في وقتِ الجد،نُقاتلُ معاً لأجلِ أحلامنا،نُسِرُ لبعضنا البعضَ قصصنا وأسرارنا،نتهامسُ بمعظمِ الأمنيات،أحببنا الجلوسَ بجانبِ بعضنا في القاعةِ الصفية،لطالما فضلنا المساكشةَ في بعضِ الحصص المُملة، ولطالما أحببنا النِقاشَ عن الأوضاعِ الإقتصادية في حصصِ الدراساتِ الإجتماعية،وتنافسنا في حصص الرياضيات، ووقفنا لنثبتَ أيٌ منا الأصحُ رأيا في حصص التربيةِ الأسلامية،ولا أنسى الصراعَ في حصصِ الفيزياء والكيمياء،نكتبُ في القُصاصاتِ كثيراً تعبيراً عن أشياءَ كثيرةٍ كانت خاصةً بنا وحدنا،نتعلمُ من أخطاءِ بعضنا،يَشدُ كلٌ منا يدَ الآخرِ حينَ يسقط، نُقاومُ ظاهراً،ونبكي معاً في خلوتنا بأنفسنا،جاهدنا للعيشِ مع كائناتٍ تقطرُ حسداًً،يارفيقْ أتذكرُ حينَ حاولوا رَدمنا بحديثهم؟أتذكرُ حينَ حاولوا اسقاطَ طموحنا؟أتذكرُ حينَ قللوا من قَدرنا؟
 واللهِ إنني أذكرُ كلَ لحظةٍ كانَ يُساءُ لنا فيها،نتغافلُ عنهم مُقتنعينَ بـ" عش حياتك فالأفواهُ لن تخرس"، وبقينا رُغماً عن أنفهم صامدينَ لايهزُ عزيمتنا قولٌ مهترئ،كُنا ندعوا الله كثيراً أن يحقق أمانينا حتى بفضلهِ تحققت،وخَرستْ أفواههم ! 
كيفَ تُنسى كُل تلكَ اللحظاتِ الحلوةِ والمُرة أخبروني كيفَ تنسى كُل تلكَ الساعاتِ ؟ لم يستطيعَ النسيانُ أن يتلصص عليها مهما حصل !
سَلمنا لحقيقةِ اختلافِ الميول،ساعدنا بعضنا بعضاً على الإختيار،حتى باتَ كلٌ منا في المكانِ الذي يجدُ الله لهُ فيهِ الخيرَ الكثير،حيثُ طموحُالصغرِ الجميل، فرحينَ بما أعطانا،غيرَ مُهتمينَ لطولِ المسافات ولا فقرِ اللقاء،ولأنَ الله يُحبنا أصبحنا نلتقي بينَ فترةٍ وأخرى،ممتنينَ للأقدارِ الجميلةِ واللطيفةِ حينها. 

رفيقُ المدرسة،رفيقُ العُمرِ بالأحرى هوَ فقط من يستمعُ لكلِ التفاصيلِ الصغيرةُ ولايملُ منها، هو فقط من أحادثهُ بكلِ شفافيةٍ ويفهمني دونَ أن اسهبَ في الشرح،يبقى الوفيّ والقريب ! 
هكذا هم أصدقاءُ المدرسة،لُطفاءُ بسطاء يلبونَ النداء حينَ تستغيث..

والدعاءُ الدائمُ المُعشعشُ في صدري (يالله يامجيبَ الدعواتِ أسألكَ أن لاتفرقَ شملنا وتجمعنا في الجنةِ كما جمعتنا الدنيا) 
يارفيق لن يحتلَ مكانكَ أحد،باقٍ في القلبِ متربعٌ في مكانتكَ المُعتادة،لن تزحزحكَ متغيراتُ الحياة ولامجرياتها مهما تكاثرَ زُملاءُ الجامعة أنتَ الافضلْ واحبكَ جداً 💘

الاثنين، 13 أبريل 2015

قاوم ياصديقي وأنا معك 🌸❤️

يكتبُ أحدهم:" أؤمنُ بأن البقاءَ للأقوى"،مِثلكَ أنا يارفيق،كثيراً ما نسقطُ ونتلاشى في الفراغ،ولكن رُغماً عن كُلِ الإنهياراتِ التي مررنا بها نبقى متماسكين،لاتَهزنا الأقاويل،ولاتزعزعُ همتنا تقلباتُ الحياة،نُقاتلُ لأجلِ أحلامنا،وإن كلفنا ذاكَ الكثير، في حقيقةِ الأمرِ لربما نحنُ لانتوقف!
نحققُ انتصاراً ونحلمُ بـ آخر،يُسلبُ منا حُلمٌ ونبني آخر،ومن منظوري الشخصي هؤلاءِ المُكافحون اللذينَ يجاهدونَ لأجلِ انتصاراتهم ؛هُم صفوةُ الأمم وأساسُ ثباتها،يارفيق ترفعَ عن كُل المثبطينَ،تزود بجرعاتِ الصبر،وتذكر أنهُ لن يبقى في معركةِ الأحلامِ إلا من يستحق، وتيقن أنكَ بعدَ فترةٍ زمنية ستتحدثُ أفعالك عوضاً عنك،ستقفُ يوماً على المنصة وتفخرُ بحلمك وانجازكَ معاً،أنا أثقُ بقدرتنا،سنصلُ ونلتقي عندَ خطِ الإنتصار
وكما يقال "قاوم لأنكَ أنتَ روحُ هذا العالمْ "
قاوم ياصديقي وأنا معك🌸

الأحد، 5 أبريل 2015

قف من جديد يآرفيق❤️

يارفيق
قِف من جديدِ، أنا أعلمُ كميةَ الحزنِ التي أودت ببسمتك،وقتلت حبكَ للحياة،وجعلتكَ من المتسولينَ على قارعةِ الطريق،تتمنى لو أن أحداً من المارةِ يتصدقُ عليكَ ببعضٍ من الفرحِ والسعادة، أنا لا أريدُ أن أرى وجهكَ المكفهرَ البائس الممتلئ بعلاماتِ الشيب وكأنكَ أصبحتَ بعمِرِ الشيخوخة،أما علمتَ أن هذا الكونَ لن يقفَ لأجلك؟
وأنكَ إن بقيتَ كالمعتوهُ سيتدهورُ حالكَ لأسوأ مما أنتَ عليهِ الآن؟
إننا خُلقنا من أجل الكفاح، الحياةُ التي أنتَ مُبتئسٌ منها اليومْ تسقطنآ مراتٍ عديدة،وتمنحنا الفرصةَ لكي نقف.
نقف فنحقق إنجازاً أعمقَ من سابقهِ وأفضلَ من ذاكَ الذي توشحنآ الحُزنَ لأجله..
أعلمُ أنكَ ستقولُ سهلٌ عليكَ أن تدون هذهِ الحروف صعبٌ عليكَ أن تُطبِقَها!
ولكن يارفيق لقد غرقنا ونجونا مراراً،لقد تمزقناَ وفقدنا صلابتنا طويلاً،أخفقنا حدَ البعثرة، نزفنا الحُزنَ كثيراً،ولكنَ أملنا بالله لم ولن يموت،وحدهُ ضمدنآ،وأمطرنآ،وأغاثنا وحدهُ الله منحنا اللهفةَ التي تجعلنا نكمل وحدهُ عَمّرنآ وأعادنا من جديدْ،كن معهُ سيرممكَ يارفيق ! 

 ستعلمكَ الحياةُ معنى الكفاحْ حينَ تُسقطُكَ مراراً على ركبتيك،حينَ تغتالُ حلماً صغيراً كان يترعرعُ في قلبكَ،
هذهِ الحياةُ عادلةٌ معَ الأذكياء،اللذينَ يستبدلونَ لحظةَ الضعفِ بالقوة،للذينَ لايستسلمونَ للفشل،واللذينَ يغامرونَ في الحياةِ بُغيةَ تحقيقِ مناهم..
لاتدع هفهفاتِ الريحِ تُهزُ عزيمتك،تذكر أنكَ بمرورِ السنوات ستصبحُ شخصاً عظيماً،كُل تلكَ الخيباتِ التي أوقعت بك أصبحتَ مألوفةً وعادية تمرُ عليكَ مرورَ الكرامِ دونَ أن تسقطكَ كما المرةِ الأولى 

ستلقنكَ الحياةُ دروساً عدة،وستخرجُ من رحمها كشيءٍ عظيم،يتذكرهُ العالم،هذهِ المُضغةُ اجعلها تسيرُ على نهجٍ ثابت

كُن قوياً يارفيق
امسح دمعكَ
قفْ 
هيا ابتسم  

نعم هكذا أفضل  :) 


-هَديل مُحمد 🌸