الجمعة، 10 يوليو 2015

وأكبر...




وأَكبر ..
أُغلقُ كل التنبيهاتِ في هاتفي، وعلى غيرِ عادة أذهبُ لغرفتي لأستعدَ للنومِ في تمامِ الحادية عشرَ مساءً، أستلقي على سريري وأنا أشعرُ بتصادمُ الذكرياتِ من حولي، تسرقُ مني النوم، أتأملُ في سرعة مرورِ الأيامْ، ومرورِ اللحظات، تطرقُ الساعةُ الثانية عشرَ وقد خلت القائمةُ إلا منها، كانت تدعوني لقيامِ الليلةِ والإكثار من الدعاء فيها، ودعونا الله معاً أن تساقَ خُطانا للجنة. 
ومثلَ ما توقعت لم يكن أحدٌ ليتذكر هذا اليوم سوى نفسي. 

عموماً؛ الأمرُ سيان وهو متعلقٌ بي لا بغيري . 

العاشرُ من يوليو في توقيتٍ أجهله؛ فتحتُ عينايّ على هذا العالم. 
في حقيقةِ الأمرِ أنا لا أهتمُ ليومِ الميلاد البته، ولكنني أهتمُ بمعدلِ إنجازي في شتى المجالات! 

يالله كيفَ تتسارعُ اللحظات بهذا الشكل؟ 
أنا أذكرُ بضعاً من مشاهدِ طفولتي وكأنها حدثت بالأمس، أنا أذكرُ تفاصيلَ العامِ الفائت بدقة شديدة، بتُ أخافُ حقاً من تسارعُ السنوات.  
يجبُ أن أُجاهدَ أكثر لأنجز ! 
كبرتُ وتعلمتُ أكثر، تعرفتُ على هويةِ البشرِ بصورةٍ أعمق، نعم دروسُ الحياةِ تلقن من هو صديقك الحقيقُي ومن صاحبُ المصلحة؟ ومن اليدُ التي لن تفلتكَ إن سقطت، كل هذا أفادني ووسع مداركي وجعلني أُفجع، لأنني قبلَ ذلك لم أكن أعي حجمَ 
سوءِ النوايا، لكن جدياً الأمرُ كانَ ضرورياً لأستفيق. 

ها أنا اليومَ أدخلُ في ربيعي التاسعَ عشر، الربيعُ الذي تُزهرُ فيهِ أحلامي بعونِ الله. 
سأخبركم أمراً :
وحدهُ الله قادرٌ على أن يهبكَ فوق ما تتخيل، وحدهُ يعطيكَ ويجعلكَ تبكي فرحاً، الله أكبرُ من كل شيء يُرهقك، تذكرأنهُ بالله قوتك، وسعادتك مربوطةٌ بهِ وحده، حاشاهُ أن يخذلك 
كنتُ أثقُ أنني سأنجزُ بصورةٍ أرضى فيها عن نفسي وأنجزت، وضعتُ أهدافاً وحققتها، كنتُ أدعوا الله بإلحاح ويمطرني بفضلهِ تعالى، سقطتُ مراراً ومنحني القوةَ لأقف وأواجهَ هذا العالمَ وكل الوجوهِ المحبطة، واجهتهم وتغلبتُ على أشياء كانتْ تقصمُ الظهر؛ قليلٌ من الصبرِ وسأفوز بالسباق بإذن الواحدِ الأحد. 
الثقةٰ بالنفس وبالله هي من أهمِ الركائز التي تستندُ عليها أحلامي وأمنياتي وللهِ الحمد، أنا أكبرُ وأشعرُ بأحلامي حينَ تنمو معي، أُحسُ بتشققِ بذورِ الأهدافِ الجديدة، ولكن فعلياً الطمأنينةُ الكبيرة المختزنة في قولهِ تعالى: ( والذينَ جاهدوا فينَا لنهدينّهم سبلَنا )؛ هي الوقودُ السحريّ لهمتنا.

الحمدُلك يالله على كلِ فرح، وعلى جمالِ القدر، الحمدُلله على نعمةِ الأهلِ والأحباب، الحمدُلله على القلوبِ التي تكبرُ معنا كلما كبرنا في عدد السنين، يالله أزهرني كل عام، نور بصيرتي وأنفعَ بي أمتي، صَير أحلامي غيمةَ فرح تهطل عليّ سعادة،  قربني منكَ أكثر، علمني كيفَ أستيقظُ كل يومٍ بذاتِ الصلابةِ لأنجز، وكيفَ لا أقفو للماضي كعادتي،"حياتي وأمري وروحي لديك " يارب. 


هديل مُحمد 
العاشر من يوليو المبهج 

كتبَ بالحب وكثيرٍ من الدعاء الصادق