يشرقُ الأسبوعُ الأخير في سنتي الأكادميةِ الأولى، أكتبُ في حُبِ المكانِ الذي أنا فيهِ، أكتبُ في التعلقُ النابتِ في صدري، والسعادةِ الغامرة التي تعتريني رُغمَ كُلِ العقباتْ التي مررتُ بها في هذا العام.
سأكملُ عامي الرابع عشر من عُمري الدراسيّ.
يالله كيفَ تركضُ الأيامُ بهذهِ السرعة؟
بل كيفَ تتسابقُ السنوات بهذا الشكل؟
أنا لازلتُ أذكرُ الوقتَ الذي أختارُ فيهِ حقيبةَ الروضة،أذكرُ مَرح التي كنتُ أعتبرها فتاةً مغرورة لأسبابٍ أجهلها، مرح التي هي اليوم زميلتي في الكليةِ ذاتها، المحبوبةِ التي لاتنطبق عليها الصفات التي اتهمتها بها في طفولتي، ولا أنسى شيماء حينَ تدخلُ لحافلةِ الروضة، شيماء هي الأخرى صديقةُ المدرسة واليومَ نتشاركُ ذاتَ الغرفة، أذكر ابنةَ عمها منال بذاكَ الفُستان البرتقالي حينَ زارتنا في الروضة، تعلمون من تكون منال ؟
قطعةٌ من قلبي كالسكرِ في حياتي، صديقةُ الدُنا والجنانِ بإذن الله، تلكَ الشخصيات التي رافقتني في عامي الدراسي الأول؛ أتذكرُ معظمَ الذكرياتِ الجميلة والشقيةِ معهم.
الأمرُ يدعوني للضحك حينَ أتذكر بُكائي على لُعبِ الروضة..
ويدعوني للبكاء شوقاً .. آه ليتها تعود!
لطالما كنتُ اتمنى أن أصبح مثلَ أبي، فكرةُ الهندسةِ في ذهني كانت تتعلقُ بالمغامرات التي أعشقها وحيناً أخافها !
مضت سنتي الأكادميةِ الأولى، بين شوقٍ وكفاح، شوقي لـ ضحكاتِ الأهل، وحكاياتِ أختي،وصوتُ أمي الذي يُشعرني بالامان، لم أعتد تماماً على فكرةِ البُعدِ عنهم -بالرغم أن بقائي بعيداً لايستغزق سوى خمسةِ أيام - كثيراً ما يجتاحني الشوقُ فيتعكرُ مزاجي وتبدأ فكرةُ العودة تطرقُ رأسي- وأُطبقها أحياناً- أنا لا أعلمُ هل هذا نتاجُ دلالِ والديّ لي، أم تعلقي كـ ابنةٍ كُبرى بهما، أم تعودي على فكرة توفر كل ما أريد أمام عينايّ، قضيةُ التذمرُ هذه ليست في صالحي بتاتاً، عموماً؛ من الواجبِ علي أن أشتغلَ على نفسي لأروضها على تفهمِ الوضع وعقدِ صلحٍ معها.
نَخرجُ من هذا العامِ وقد حُشيت عُقولنا بمعلوماتٍ مهمة، أساسٌ لبناءٍ يكتملُ في سنةِ التخرج بإذن الله، نخرجُ من هذا العامِ ويكبرٰ حُبنا للهندسةِ أكثر وبصورةٍ أعمق، كما قلتُ في تدوينةِ حُبٍ لها " أنا أعلمُ أنكِ أكبرُ من مجردِ موادٍ تدرس أو ورشاتٍ تُحضر، أُحبكِ لأنكِ أكبر من هذا كله "
نبقى هنا حيثُ ننتصر ونفخرُ بأمجادنا، نتخطى العثرات كما تخطيناها ونجحنا سابقاً.
الذكريات التي لاتكفيها المُجلدات؛ تُخبرنا بأنَ الأحلامَ تتحقق إن سعيتَ لها، وأنَ تميزكَ السابق ينمو معك حينَ تكبر فيزهر ويثمر، صدقني ياصديقي لاشيء أجملَ من طعمِ النجاح، ولا حلاوةَ للدربِ بدونْ عقبات، حصولي على ثلاث شهاداتٍ أكادمية في عامٍ واحد هو بإذن الله فاتحةُ خيرٍ لي هُنا،" فالحمدُ لله الذي لايرجى إلا فضله"، ستصبحُ الدراسةُ الجامعية يوماً ما ذِكرى كما الأخريات، لن أنسى هذا الإنشغال المطلق اتجاهها، يبقى الحديثُ المبهج "سيأتي اليوم الذي أستطيعُ أن أثبت فيهِ للعالم وللحمقى الذين استصغروا قراراتي عظمة الإنجاز الذي حققته بسبب هذا القرار"
أثقُ بأن حُبَ الكليةُ سيبقى في قلبي رُغمَ كُل الشتائمِ التي نرميها عليها حينَ تنهكنا، ستبقى إن أردنا وأنا أريد 💙
هَديل مُحمد
١٤ من يونيو لـ ٢٠١٥
٩:٢٤ صباحَ الأحد